بعد صبيحة الثالث عشر من نيسان من العام 1975، لم يعد العالم هو نفسه، لم يعد لبنان هو لبنان الذي أُخبرنا عنه، ولم تعد حياة أيّ واحد منّا كما كانت عليه، حتّى الذين كانوا أجنّة في أحشاء أمّهاتهم، والذين ولدوا بعد ذلك التاريخ بكثير، والذين سيولدون بعد (...)
لرغبتي فيك حين تسألني عنك؟
وهي دائمةُ السؤال
كيف أشبع فضولَها
وأطفئ حاجتَها إلى معرفة أخبارك
على الأقلّ معرفة أخبارك
(أيّ حجّة)؟
بمَ ألهيها حين تثور فيّ وتتّهمني بالجبن والخجل والتردّد؟
رغبتي التي تعرفني منذ الطفولة
وأعرفها منذ اكتشفتُ وجودَها
قالت (...)
شموس نيوز – خاص
(من كتابي أحببتك فصرت الرسولة)
يصل زمن الميلاد ويحضر معه الوقت:
الوقت الذي مضى:
حين كان الطفل ينتظر جدّه صاحبَ الحكايات والدروس والعِبر، حاملَ أكياس الزبيب وعلبة الدبس وكمشة التين المجفّف،
حين كان الطفلُ يغفو على وعود جدّه بعالم (...)
جهنّم!
أخيرًا وجدت مكاني المفضّل الذي لا يوجد فيه أحد سواي!
هناك، تحت، لا فرق أين، سأكون أخيرًا وحدي، لن يزعجني أحد، لن يكلّمني أحد، لن أضطرّ للإجابة على أحد، ولن أصلّي كلّ أحد!
كلّ الناس صاعدون إلى السماء ما عداي:
القدّيسون والطوباويّون والمكرّمون (...)
شموس نيوز – خاص
ت نضّف حالي من التلوّث الإعلاميّ والسياسيّ وت إرجع لصفّ القراءة والمتابعة وإستمتع بكتابات ما بعرف إكتب متلا ولا بقدر، أو لوحات ما بعرف إرسما، أو موسيقى ما بعرف إعزفا…، رح بلّش أعمل مشاركة لشغلات بتعجبني وبتشبهني، الليلة السهرة مع (...)
بوابة شموس نيوز – خاص
أنا يا صديقي امرأة لبنانيّة :
عطري من أرز لبنان
زينة شعري إكليل من زهور بخور مريم
أحمر شفتيّ من ورد شرفاته
كحل عينيّ من مكحلة ليله العميق
لون جلدي من قمح سهوله المتشرّبة نورَ الشمس
في صوتي ترجيعات من أصوات فيروز ووديع وصباح (...)
أكبر جرس في الشرق، أعلى مئذنة، أكبر كاتدرائيّة، أعلى صليب، أكبر مسجد، أطول لحية، أكبر عمامة، الله أكبر، الله كبير،…: هذا ما تتبارى به الدياناتان الكبريان في العالم. في المقابل، نجد أنّ محور العِلم هو الخليّة، الميكروب، النُطفة، الذرّة، الجرثومة، (...)
:
عطري من أرز لبنان
زينة شعري إكليل من زهور بخور مريم
أحمر شفتيّ من ورد شرفاته
كحل عينيّ من مكحلة ليله العميق
لون جلدي من قمح سهوله المتشرّبة نورَ الشمس
في صوتي ترجيعات من أصوات فيروز ووديع وصباح وزكي وسلوى
وفي صدري تهدر أنهاره المطيعة والعاصية
وفي (...)
اليافطة الأنيقة الخفرة بدت في غير مكانها. ففي مدخل البناء الفخم، وعند بوّابته الإلكترونيّة النظرات، لا يتوقّع المرء أن يجد كلّ يوم، بين يافطات مختلفة الخطوط واللغات لأطبّاء ومهندسين ومحامين، واحدة تعلن عن مكتب للخدمات الجنسيّة.
لكن هذا ما حدث (...)
حيّة إلى غازي عاد، وكي لا ننسى المخطوفين، هذا فصل من روايتي "كلّ الحقّ ع فرنسا"
(ملاحظة لغويّة: أسماء العلم في رواياتي لا تخضع لقواعد اللغة بل تكتب كما تلفظ)
(شادي)
"أنا لست رقمًا في سجلاّت المخطوفين، فكيف يكون لي رقم وأنا من دون اسم ووجود؟ أنا لا (...)
في هذه الليلة التي تسبق مأتم ملحم بركات، ستخسر عائلته الزوجَ والأب والجدّ، ليولد من رحم هذا الفقد فنانٌ يملكه الجميع، ويرتبط اسمه باسم وطنه. لكنّي أكاد أجزم أنّ وحيدته غنوى تريد الليلة أباها، ولو عجوزًا، تريد والدها ولو مريضًا، وليأخذوا الفنّ (...)
أُغرق أصابعي في ليل شعري
وأنا غارقة في التفكير فيك
فتتصل أصابعي بيدك وتتحرّك طوعًا لك
وتأتمر بأمر رغبتك وعشقك واشتياقك
وأشعر بأنفاسك الحارّة تتلاحق فوق أفكاري المحمومة المنصهرة في فكرة واحدة هي أنت
آه يا أنت!
يا فكرتي التي أنجبَها رأسي
وهدهدتها (...)
خدعتني أيّها الصديق العجوز
بعدما أوهمتني بامتلاكك مفاتيح السماء
وخرائط الأرض ولغة الكائنات
قلت في نفسي:
ها هو الفكر يفتح لي ذراعيه ويدعوني إلى رحلة الألف سؤال وسؤال
ها هي الحكمة تأتي في منتصف العمر لتجيب وتستجيب
ها هو العقل يستردّ حقّه في عصر الضجيج (...)
الآن، هنا، عند هذه الساعة العالقة بين السهر والليل، أمام هذه الشاشة البيضاء، ماذا أفعل وماذا أنتظر؟ بعد نهار شاقّ من العمل مع أولاد يبحثون عن لغة، ومع لغة تبحث عن ناطقين بها، كيف يكون لهذا العالم الوهميّ الافتراضيّ دورٌ وأنا أخطو بسكينةِ من لا تريد (...)
الْطالع على بالو
ينزل بعبّ الميْ
تيغسّل خيالو
ومن دون ما يحكي
رح يهرب من الضوّ
ويفوت ع حالو
في دمعتين زغار
تخبّوا سوا وراحوا
عم يكبروا بالسرّ
لا ارتحت، لا ارتاحوا
طَير الوجع تخمين
تتصير متلو تطير
قدّملك جناحو
شو بخاف من أيلول
شهر السفر جايي
في طيور (...)
صيَّف الصيّف بس أكيد رجعتنا صارت بعيدي كتير،
ونسّم الهوا ويا ريتو ما نسّم لأنّو فاحت ريحة الزباله والدخّان،
ودخيلِك يا دني لا تشتّي أحسن ما يزيد موسم الأمراض والأوبئة،
وما بدّي حدا يزرعني بأرض لبنان لأنّها ملوثة وموبوءة…
ودرج الورد صار مدخل بيوت (...)
يا أيّها الذين عيّنتم أنفسكم زعماء على بلادي ومسؤولين فيها،
فلتحلّ عليكم، وعلى نسائكم وأولادكم وأحفادكم وذريّتكم كلّها في الوطن والمهجر،
لعناتٌ بعدد أكياس النفايات في بلد الأرز واللبان، بما فيها من حفاضات أطفال، وفوط صحيّة، ومحارم ورقيّة، وعلب (...)
من حبّك لي ومن حبّي لك
تعبت من زخم ما أنا فيه
وأريد أن أوزّعه على الفقراء ليغتنوا
وعلى المرضى ليشفوا
وعلى الأشجار لتثمر
وعلى الأنهار لتتدفّق
***
ليس من العدل في شيء أن أحتمل هذا الحبّ وحدي
وهل يستطيع أيّ إنسان أن يحمل صليبًا تتعلّق عليه آلام (...)
ألا يكفي أنّه لا يملك شيئًا من حطام هذه الدنيا، فاتركوا له على الأقلّ كرامته، ولا تجعلوه موضوعًا لبرامجكم ومقالاتكم في مناسبة الأعياد ثم تركنونه على الرفّ في خزانة الضمير بعد أن تقولوا له: وإلى اللقاء في الحلقة القادمة، من العامّ المقبل، وكلّ عيد (...)
ميلاديّات (1)
هل هي ذات الزينة المنطبعة بلون الحزب أو التيّار؟ أم هي تلك المملوءة فراشات؟ أم هي تلك التي توزّعت على أغصانها الخضراء البلا حياة عصافير بلا أصوات؟ أم هي تلك التي ارتدت حلّة زهريّة لأنّ فتاة صغيرة ولدت للعائلة؟ أم هي تلك الذهبيّة (...)
كتبت في مثل هذا اليوم بحسب التقويم الفيسبوكيّ: 2014
قال لي: أنا هنا إن أردتِ الكلام؟
قلت له: لو كنتَ هنا لما خطر لي الكلام!
***
يكتبُ للجميع
يكتبُ عن الجميع…
يكتبُ لنفسِه
يكتبُ ليكتب
يكتبُ ليتنفّس
يكتبُ ليبكي
لكنّه…
على غير ما كان في ظنّي
لا يكتبُ (...)
لكأنّ جبران خليل جبران، حين نظم نشيد الزواج في كتابه النبي، كان يستحلي لوالديه ولنفسه حياة زوجيّة كالتي عشتماها يا خالي سليم ويا عمّتي إميلي:
"ولدتما معًا، وتظلّان معًا، حتّى في سكون تذكارات الله. ومعًا حين تبدّدكما أجنحة الموت البيضاء".
زواج والديّ (...)
حين نرثي وطننا نهين الحبّ / فمن يحبّ … عنده وطن
حين نخاف على ماضينا ومستقبلنا نجرح الحبّ / فمن يحبّ … عنده الحاضر
حين نشعر بغدر الأصدقاء نسيء إلى الحبّ / فمن يحبّ … لا وقت عنده لمحاسبة الأصدقاء
حين نعتب على الآخرين يعاني الحبُّ ما هو أسوأ من (...)
هل لأنّ طبيعة الإنسان اعتادت الإحساس بالذنب حين تستمتع فتعاقب نفسها بالندم وتجلد ذاتها بسياط التأنيب والملامة؟
أم لأنّ الجسد أعجز من أن يحتمل متعته التي تمتصّ طاقته وتتركه غير عارف إن كان اكتفاؤه يكفيه؟
أم لأنّ النفس البشريّة تتوق إلى ما لم تحصل (...)