خدعتني أيّها الصديق العجوز بعدما أوهمتني بامتلاكك مفاتيح السماء وخرائط الأرض ولغة الكائنات قلت في نفسي: ها هو الفكر يفتح لي ذراعيه ويدعوني إلى رحلة الألف سؤال وسؤال ها هي الحكمة تأتي في منتصف العمر لتجيب وتستجيب ها هو العقل يستردّ حقّه في عصر الضجيج ويكافأ على صبره والقلب يطمئنّ إلى استراحة فيها نكهة الزيتون وأريج العسل غير أنّك وصلت تعبًا من رحلة بحثك عن المعنى المختبئ في قلب الحياة وفي حضن انتظاري ألقيت رأسك المثقل وغفوت. وقبعت أنا من جديد أنتظر عودتك إلى الأرض أدونَ الجديد أحفظ في قلبي حكاية انتفاضك من غفوة العمر لتهبّ مرّة بعد مرّة ساعيًا خلف ما لن تصل إليه لأنّك لا تعرف ما هو خدعتني يا رجل المعارك التي لم أغنم منها سوى الغبار عن نعليك والدمع من عينيك وأشعار الهزيمة فمن أين أستمدّ قوّتي لأكون السيف والدرع ومخدّة العشق؟ ومن أين لي صبر بينيلوب، وأمومة العذراء، ومجون المجدليّة؟ ومن رسمني كاهنة في معبد أحلامك؟ وكيف تركت نفسي أنساق نعجة على مذبح بطولاتك التي لا يعترف بها التاريخ والتاريخ يكتبه المنتصرون بالحبر النازف من جراح الضحايا؟ وما أنت سوى مشروع انتصار واحتمال ضحيّة لا. أنت لم تخدعني كنت أعرف كنت أعرف أنّك صورتي وشبيهي ومرآة نفسي ولذلك أنا تعبة بمقدار ما أنت تعب لأنّني أحملك في ذاتي وتحملني في ذاتك وهذه رسالة القدّيسين لا العاشقين