يجوب المعنيون بقطاع السياحة المصرية دول الخليج، لاستعادة النشاط السياحي في بلادهم التي تشهد اضطرابات سياسية انعكست سلباً على القطاع الذي يعتبر من بين الأهم من ناحية العائدات. وأكد مسئولون من وزارة السياحة المصرية خلال زيارة لإمارة دبي، أن قطاع السياحة في بلدهم بدأ بالتعافي بعد الاضرار التي لحقت به نتيجة أحداث «ثورة 25 يناير»، حيث كان من أكثر القطاعات تأثراً بالأحداث من خلال تراجع معدل التدفق السياحي بمعدل 33 في المائة مقارنة بعام 2010، اضافة الى الخسائر اليومية التي تتكبدها القطاعات المساندة، والتي تصل الى 40 مليون دولار يومياً، مما اضطرها الى الاستغناء عن خدمات عدد كبير من الموظفين. وتعتبر دبي المحطة الاولى، حيث ستليها ابو ظبي في آذار (مارس)، ثم تنتقل المبادرة الى القاهرة في نيسان (ابريل)، لتختتم في الرياض في آيار (مايو)، وذلك قبل إجازات الصيف في الخليج. وتشمل المبادرة عددًا من الفاعليات الإعلامية المكثفة ولقاءات مع المعنيين بالسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي، اضافة الى اجتماعات مع صانعي القرار والهيئات الإعلامية ووكالات السفر وعروض للمنتج السياحي المصري. أسس متينة وأكدت وزارة السياحة المصرية خلال مؤتمر «المركز العربي لدعم السياحة في كل من مصر وتونس» الذي انطلق في دبي أمس، على متانة الأسس التي يقوم عليها القطاع السياحي في مصر والتي كانت ومازالت السبب الرئيس الذي مكن القطاع من مواجهة مختلف التحديات التي يواجهها. وأشار وكيل وزارة السياحة رئيس قطاع السياحة الدولية في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي سامي محمود، إلى أن الأحداث الأمنية التي شهدتها مصر «ما هي إلا المخاض الأخير الذي يسبق الولادة الحقيقية للدولة والمجتمع المصري الذي يرحب بالسائحين والزوار بمحبة وكرم وحسن معاملة». وأكد «سعي الحكومة المصرية والسلطات الأمنية الى التعامل مع الحوادث الفردية والمنعزلة التي يواجهها القطاع السياحي بكل حزم وجدية، وبذل قصارى جهدها واتخاذها كل التدابير لنشر الأمن والاستقرار في ربوع مصر وتأمين سلامة السائحين والزوار». ويسعى مؤتمر «المركز العربي لدعم السياحة» الى تشجيع السياحة العربية وتنشيطها وتوجيهها الى مصر وتونس من خلال التركيز على ثلاث دول رئيسية في منطقة الخليج العربي، هي الإمارات والسعودية والكويت التي تعتبر أكبر ثلاث دول من حيث عدد السياح في مصر. وأشار محمود إلى مساندة وزارة السياحة المصرية والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي للإعلام العربي، الذي يقوم بدور فاعل في تنشيط السياحة بين الدول العربية بخاصة مع دول الخليج، مما يساهم في تعزيز معرفة السائحين بالخدمات والمنتجات والمواقع السياحية التي توفرها مصر، حيث تقدم أفضل الخدمات السياحية وأكثر الواجهات تنوعًا في المنطقة والعالم وبأسعار معقولة، بما يتيح لزوارها فرصة الاستمتاع بتاريخها العريق وحاضرها المشوق. ويمثل الدخل السياحي نحو 25 في المائة من النقد الأجنبي للدولة. وتعتبر مصر واحدة من أفضل 18 مقصداً سياحياً على المستوى العالمي. ففي العام الذي سبق الثورة، زارها نحو 12 مليون سائح، مما حقق دخلاً للموازنة يتجاوز 12 بليون دولار، فضلاً عن مكاسب كبيرة حققتها الصناعات الأخرى القائمة على السياحة مثل الفنادق وشركات السياحة وغيرها. وأكد مشاركون في المؤتمر أن واحداً من كل 6 مصريين يعمل في قطاع السياحة، لكن أحداث «ثورة يناير» وما تلاها من تداعيات، كبدت القطاع السياحي خسائر فادحة، بفعل تراجع أعداد السياح وإنفاقهم، ومعدلات الإشغال الفندقي إلى ما بين 10 و15 في المائة. وعلى رغم تضارب التقديرات حول حجم الخسائر التي منيت بها السياحة المصرية العام الماضي، أشارت مصادر الى تراجع الموارد إلى الربع، وتقدر الخسائر بنحو نصف موارد عام 2010نقلا عن صحيفة الحياة.