ومسيرات من مساجد القاهرة إلى الميدان ترفع شعار"لا".. وغياب ملحوظ لنخب التيار المدنى احتشد الآلاف من معارضى الرئيس والرافضين لعرض مشروع الدستور على الاستفتاء اليوم الجمعة بميدان التحرير للمشاركة فى المليونية التى دعت إليها القوى المدنية تحت شعار "لا للدستور"، للتأكيد على رفض مشروع الدستور، حيث شهد ميدان التحرير صباح الجمعة حالة من الهدوء التام وغياب لفعاليات الاعتراض على الدستور والمظاهرات التى دعت إليها القوى المدنية المعارضة للرئيس من أجل رفض الدستور وتوعية المواطنين للتصويت ب"لا"، وتم غلق بعض مداخل الميدان بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية وفتح بعض المداخل الأخرى أمام السيارات فى ظل غياب تام للجان الشعبية المكلفة بتأمين الميدان. كما تم إزالة منصة حزب الدستور التى كانت متواجدة بأول شارع كوبرى قصر النيل بعد حفلات الفرق الغنائية التى أقيمت من عليها فى اليومين الماضيين، ولم تبقَ إلا منصة واحدة بوسط الميدان والتى أقيمت من عليها فعاليات المليونية، وتم تعليق صورة كبيرة عليها للشهيد الحسينى أبوضيف، وكتب عليها "كلنا الحسينى أبوضيف فارس الصحافة.. ضحية همجية الإخوان". كما قام أفراد من عمال النظافة التابعين لمحافظة القاهرة بتنظيف جميع أرجاء الميدان من القمامة فى ظل تواجد محدود من المعتصمين داخل الخيام. وأدى مئات المتظاهرين صلاة الجمعة بالميدان حيث ألقى الخطبة الشيخ عبدالغنى هندى منسق اللجنة الشعبية لاستقلال الأزهر والذى أكد فى خطبته أن الدولة الإسلامية أقيمت على 6 أسس وعلى الرئيس أن يأخذ بها وهى أنه على الحاكم أن يستمع إلى معارضيه ويحترمهم وأن ينأى عن تشويه الخصوم لأن ذلك كان منهج الرسول صلى الله علية وسلم. وأضاف عبدالغنى خلال خطبة الجمعة بميدان التحرير أنه لابد أن يكون هناك حوار جاد بين الرئيس والمعارضين من أجل بناء الدولة والابتعاد عن التخوين لأنه ليس من شيم المسلمين، مشددا على ضرورة التوحد وعدم التفرقة لأن أول ما فعله النبى عند بناء دولة الإسلام هو المؤاخاة بين المسلمين والأنصار والصلح بينهم وبين غيرهم من غير المسلمين. وانتقد خلال خطبته من يتهم أهل الريف بالجهل أو الأمية، قائلا: "أنتقد من يقول إن أهلنا فى الريف جهلاء لأن الريف من أخرج العلماء والرؤساء على مر التاريخ". وقال هندى فى تصريح ل"المصريون" إنه سوف يصوت على الدستور"بلا" لأن الدستور مرفوض شكلاً وموضوعًا لعدم إعطاء فترة كافية لتعريف الناس به، مؤكدا أن هناك 18 مادة مرفوضة بالكلية إلى جانب العيوب فى الصياغة خصوصا مواد الأزهر الشريف فى الدستور التى تشوبها العديد من الأخطاء والعيوب. وبعد انتهاء الصلاة هتف المتظاهرون هتافات منددة بالدستور والإخوان ومطالبة برحيل النظام منها "الدستور باطل"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ثوار أحرار هنكمل المشوار"، و"ارحل يامرسى"، و"باطل..الدستور باطل"، و"جوه المطبخ الإخوانى سلقوا دستور الغريانى"، كما رفعوا الأعلام المصرية ولافتات مناهضة للرئيس وجماعة الإخوان. ومن جانبه، دعا الشيخ محمد عبدالله أحد معارضى الرئيس المتظاهرين بميدان التحرير بالمشاركة فى مسيرة من التحرير إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، وذلك اعتراضًا على الدستور وعرضه للاستفتاء قبل التوافق عليه، مؤكدا أنهم لن يعترفوا بهذا الدستور الذى وصفه بالباطل. وتزايدت أعداد المتظاهرين بالميدان بعد العصر ووصول عدة مسيرات من مساجد الاستقامة والفتح ومصطفى محمود بالإضافة إلى مسيرة قادمة من دوران شبرا وحزب الوفد بمشاركة عدد من الأحزاب والحركات المدنية والثورية وعلى رأسها حزب الدستور والتيار الشعبى وحركة شباب 6 إبريل وحزب المصريين الأحرار والتحالف الشعبى، كما لوحظ غياب معظم نخب التيار المدنى والمعارض لقرارات الرئيس ووصلت الأعداد إلى الآلاف للمشاركة فى مليونية "لا للدستور" لرفض مشروع الدستور والتصويت عليه "بلا".