ولد أحمد عبد العزيز فى 29 يوليو بمدينة الخرطوم بالسودان، حيث كان والده الأميرالاى محمد عبد العزيز قائد الكتيبة الثامنة بالجيش المصرى فى السودان، وقد كان والده وطنيا مخلصا فقد وقف مع الشعب أثناء مظاهرات 1919وسمح لجنوده بالخروج من ثكناتهم للمشاركة فى المظاهرات مع الشعب مما أدى إلى فصله من الجيش بعد غضب الإنجليز عليه. على خطى والده نشأ أحمد عبد العزيز فقد أشترك فى مظاهرات 1919 وهو فى الثانية عشرة من عمره، وكان وقتها فى المدرسة الثانوية، وفى العام 1923 دخل السجن بتهمة قتل ضابط إنجليزى ثم أفرج عنه وتم إبعاده إلى المنصورة، والتحق أحمد عبد العزيز بالكلية الحربية بعد تخرجه من المدرسة الثانوية وتخرج منها عام 1928، التحق بعدها بسلاح الفرسان، ثم قام بتدريس التاريخ الحربى فى الكلية الحربية. بعد قرار تقسيم فلسطين وانتهاء الانتداب البريطانى فى 14 مايو 1948، وبعد ارتكاب العصابات الصهيونية لمذابح بحق الفلسطينيين العزل ثار غضب العالم العربى والإسلامى وانتشرت الدعاوى للجهاد فى كل أرجاء الوطن العربى. كان أحمد عبد العزيز أحد الذين استجابوا لدعوة الجهاد فقام بتنظيم المتطوعين وتدريبهم وإعدادهم للقتال فى معسكر الهايكستب، وقد وجهت له الدولة إنذار يخيره بين الاستمرار فى الجيش أو مواصلة العمل التطوعى فما كان منه إلا أن طلب بنفسه إحالته إلى الاستيداع وكان برتبة قائمقام (عقيد). بعد أن جمع ما أمكنه الحصول عليه من الأسلحة والذخيرة من قيادة الجيش وبعض المتطوعين وبعض الأسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية بعد محاولة إصلاحها اتجه إلى فلسطين. فى مثل هذا اليوم عام 1948 دُعى أحمد عبد العزيز لحضور اجتماع فى دار القنصلية البريطانية بالقدس لبحث خرق الصهاينة للهدنة، وحاول معه الصهاينة أن يتنازل لهم عن بعض المواقع التى فى قبضة الفدائيين، لكنه رفض، واتجه فى مساء ذلك اليوم إلى غزة حيث مقر قيادة الجيش المصرى لينقل إلى قادته ما دار فى الاجتماع. كانت منطقة عراق المنشية مستهدفة من اليهود، فكانت ترابط بها كتيبة عسكرية لديها أوامر بضرب كل عربة تمر فى ظلام الليل، وعندما كان أحمد عبد العزيز فى طريقه إليها بصحبة اليوزباشى صلاح سالم اشتبه بها أحد الحراس وظنها من سيارات العدو، فأطلق عليها الرصاص، فأصابت إحداها أحمد عبد العزيز فاستُشهد فى الحال. توجد مقبرة البطل أحمد عبد العزيز فى قبة راحيل شمال بيت لحم، وله هناك نصب تذكارى شامخ، وقد أحاطته مؤخرًا سلطات الاحتلال الإسرائيلى بسياج من الأسلاك الشائكة والأسوار العالية التى بها فتحات مراقبة لبنائها كنيسا يهوديا بالقرب منه.