«اصطياد النمر» عنوان أحدث نص فى الدراما الشعرية صدر للدكتور مصطفى عبدالغنى. النص يستعيد دراما شجاعة البطل أحمد عبدالعزيز الذى عرف عنه الحس الوطنى منذ صغره، فقد اشترك وهو لم يزل بعد فى الثانية عشرة من عمره فى ثورة 1919. وفى عام 1923 دخل السجن بتهمة قتل ضابط إنجليزى، ثم أفرج عنه وتم إبعاده إلى المنصورة. والتحق البطل بالمدرسة الحربية وتخرج فيها، وصار لاحقا ضابطا متميزا بسلاح الفرسان، ومن ثم التحق بسلاح الفرسان الملكى، ودرس التاريخ الحربى فى الكلية الحربية، ثم تخرج فى كلية أركان الحرب. كما أن القائد الشهيد كان كاتبا فى العلوم العسكرية والسياسة، وله دور مهم جدا فى حرب فلسطين، فحينما صدر قرار تقسيم فلسطين عام 1947، كان البطل (أحمد عبدالعزيز) هو أول ضابط مصرى يطلب بنفسه إحالته للاستيداع، هكذا تخلى عن رتبته وامتيازاته من أجل الدفاع عن أرض فلسطين، ليشكل كتائب المتطوعين الفدائيين لإنقاذ فلسطين من أيدى اليهود. ويصبح قائدا لما يعرف بالقوات الخفيفة فى حرب فلسطين. عن ذلك النص الصادر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب قال د. مصطفى إنه سعى إلى صياغة هذه الأوراق بشكل حرص فيه أن يكون أمينا، ومن ثم، لم يستطع أن يخلص طيلة صياغة النص الشعرى من الالتزام التاريخى، موضحا أنه لم يسع إلى فلسفة الأمور والقول بأن الدراما غير التاريخ، أو الإشارة إلى كثيرة من نظريات واتجاهات الكتابة الشعرية فى مجال الدراما، وإنما سعى لتأكيد ما رآه أنه الحقيقة التاريخية للبطل عبدالعزيز الذى كان معروفا بالنمر. وأشار عبدالغنى إلى أن حرصه على تأكيد الوجه الإيجابى للبطل والذى للأسف لا يعرفه كثيرون بشكل صحيح مرهونا بالتغاضى عن التاريخ، وإنما حرصه على إعادة صياغة ما لديه فى شكل دراما شعرية. وعن دافعه لكتابة النص قال عبدالغنى: «على المستوى الشخصى اكتشفت وأنا أقلب أوراقى فى نهاية الستينيات أننى أحمل الكثير من الأوراق المتناثرة الصفراء عن البطل أحمد عبدالعزيز، وأذكر أننى استطعت الحصول على مذكراته من إحدى السيدات الفلسطينيات التى تعمل بجريدة الأهرام «رئيسة القسم الخارجى» فى الثمانينيات. كما استطعت الاقتراب منه فى العديد من الصور التسجيلية الحقيقية التى ظهرت فى بدايات الألفية الثالثة فى المنطقة العربية». وذكر عبدالغنى أنه عاد إلى هذه الأوراق، فأحس أنه لابد أن يكتب رواية عن البطل، خصوصا بعد إطلاعه على ورقة تقول: «كانت العربة تمضى فى صمت وحذر شديدين، فالمنطقة مستهدفة من الصهاينة، ولم تكن تظهر فيها أية حركة حتى تطلق عليها قوى البغى مدافعها الثقيلة ورشاشاتها، وظلت العربة تمضى فى تمهل وحذر لتجاوز المنطقة الخطر فى عراق المنشية، وحين اقتربت من معسكرات الجيش المصرى، المنطقة «الآمنة» حتى دوت فى ظلام الليل رصاصات استقرت إحداها فى قلبه. خرجت الرصاصة من المعسكر المصرى خرجت الرصاصة من تحت أنامل جندى عربى لم ينبس ببنت شفة صمت...رحل».