كان يوماً جميلاً بدء بصلاة الفجر بالحرم النبوى الشريف، ثم التوجه لوداع أكرم الخلق رسولنا الكريم وصاحبيه الصديق والفاروق ثم توجهت ومعى مجموعة من المصريين إلى ميقات أهل المدينةالمنورة ونوينا جميعاً العمرة وتوكلنا على الله متجهين صوب مكةالمكرمة لأداء مناسك عمرة من نوع خاص وذات خصوصية شديدة فهى عمرة اشتياق وحنين وتذلل وتضرع لله رب العالمين أن يعز مصر ويحفظها وأهلها من كل سوء وكرب ومكر وكيد وحقد. واستحضرت ما أوصتنى به زوجتى عند توديعى بأن يكون أول الدعاء وآخره وأكثره عند رؤية الكعبة المشرفة هو لمصر قبل أن أدعو لأهلى أو لابنتى الصغيرة وأن أقرن دعائى لهم عند كل طواف أو سعى أو سجود بدعائى لمصر كأن أقول اللهم أعز مصر ففيها أبى وأمى وأهدى مصر لما تحب وترضى ففيها إخوتى وانصر مصر على من أراد بها السوء ففيها ابنتى . وبالطريق كانت الأجواء إيمانية رائعة قام خلالها أحد الشيوخ بشرح فضل مصر على ما سواها من البلاد وتكريم الله لها فهى بلد الأمن والأمان لذكرها بكتاب الله بسورة يوسف ( إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) وذكرها سبحانه وتعالى بكتابه العزيز خمس مرات كما ذكر جل جلاله سيناء مرتين . وأكمل شيخنا، أن مصر بلد الأنبياء والرسل وكثير منهم ولد أو عاش أو مر بها مثل أبو الأنبياء إبراهيم وولده إسماعيل ونبى الله عيسى ابن مريم وكليم الله موسى وأخوه هارون ونبى الله يعقوب وابنه يوسف وحدثت فيها معظم قصص القرآن الكريم فكان بها يوشع بن نون وأرميا ولقمان وآسيا زوجة فرعون وآل فرعون ومرت بها مريم ابنة عمران وبها النيل وهو من أنهار الجنة ومنها تزوج أبو الأنبياء ولها نسب مع رسولنا الكريم فقد تزوج منها مارية القبطية ورزقه الله منها بابنه إبراهيم وأصى بها رسولنا الكريم قبل موته قائلاً: ( ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لكم منهم ذمة ورحماً ) و ( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جنداً كثيفا ففيها خير أجناد الأرض) و ( هم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة ( . وكان من أجمل دعائنا الجماعى لمصر اللهم أجعل مصر سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين اللهم ولى علينا خيارنا ولا تولى علينا شرارنا. اللهم منزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الأحزاب احفظ مصر وأهلها وتوعد فلولها وعلمانييها ومن يريدها بشر بسوء العذاب وخذهم أخذ عزيز مقتدر. اللهم أصلح قلوب المصريين وقوى عزيمتهم وعزز همتهم وقهم شر الفتنة وأهدهم لما فيه خير مصر. اللهم نشكو إليك جلد الفجار من إعلام فاجر وفلول متربصين وعلمانيين متأمرين وجهلة منساقين. اللهم يا جامع الشتات شتت الفلول والعلمانيين وأعداء مصر إلى يوم الدين. اللهم أحرس مصر بعينك التى لا تنام وأكنفها بكنفك الذى لا يرام واجعلها فى رباط إلى يوم الدين.. أما ما دعوت أنا به فقد يعاقبنى عليه القانون ويجعل رأسى مطلوباً من كثير من الفلول ممن ينتشرون كالسوس ينخر فى عظام مؤسسات الدولة . [email protected]