أكد فضيلة الشيخ عيد عبدالحميد في خطبته بالجامع الأزهر ان الاسلام يأمر أتباعه بالاحسان الي أهل الكتاب خاصة اذا تجاوروا في السكن وتشاركوا في الحياة مثلما هو الحال في مصرنا الحبيبة مما يفرض شرعا مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم والتهادي وتحريم ايذائهم لأن من أذي زميا فإنه يؤذي بذلك رب العزة وسيكون رسول الله صلي الله عليه وسلم حجيجه وخصيمه يوم القيامة ومن قتله فلن يرح رائحة الجنة لأن المسلم والمؤمن هو من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم وأعراضهم وقد ضرب لنا رسول الله المثل والقدوة بحمايته كنيسة اليمن واستقباله وفد نصاري نجران الذي صلي في المسجد حين حضر وقت صلاتهم متجهين شرقا وكانوا ستين راكبا ولما فتح بيت المقدس رفض البطريرك ان يسلم مفاتيح المدينة إلا لسيدنا عمر بن الخطاب والذي أتي وعقد معاهدة مازالت حتي اليوم قائمة بأن لهم الأمان والاستقرار وألا تهدم كنائسهم ولا تكسر صلبانهم ولا يعتدي علي أموالهم وأعراضهم وحين أراد قائد التتار بعد هزيمته علي يد القائد قطز أن يطلق سراح أسري المسلمين دون النصاري رفض قطز فهكذا المسلم والمسيحي خاصة في مصر هم في نسيج واحد في حرب اكتوبر. أوضح الشيخ عيد ان أرض مصر مقدسة مصداقا لقوله تعالي لسيدنا موسي "اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوي" وقد زارها الأنبياء من سيدنا ابراهيم خليل الله الذي تزوج منها بالسيدة هاجر وأنجب سيدنا اسماعيل الذي هو جد نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ودخلها سيدنا يوسف وأبوه سيدنا يعقوب وأهله وولد فيها سيدنا موسي وبعث كسيدنا ادريس وزارها سيدنا عيسي ووصي عليها رسولنا الكريم بقوله: اذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لكم فيهم نسبا وصهرا ليس هذا فحسب بل أمر بأن يتخذوا من ابنائها جندا كثيفا.. لماذا؟ لأنهم في رباط الي يوم الدين. استطرد الشيخ عيد قائلاً: وهذا ما يجب أن يكون عليه المصريون جميعا في كل العصور والأزمنة في رباط وتماسك ضد أعدائهم والحاقدين عليهم فهم نسيج واحد وبنيان واحد ومن أراد مصر بسوء أهلكه الله ولنحذر جميعا الفتن والفرقة التي يريدون بها شق وحدتنا وتماسكنا وجبهتنا الداخلية.