وضعت غالبية شركات السمسرة المصرية خلال الفترة الماضية شروطا معينة لانضمام عملاء جدد إليها أهمها أن يكون الحد الأءني لفتح أي حساب 100 ألف جنيه وبعض الشركات كانت تشترط المليون جنيه لفتح الحساب وذلك لتجنب صغار المستثمرين.. ولكن يبدو ان النشاط الكبير للمستثمرين الأفراد في البورصة خاصة بعد اكتتاب آموك وسيدي كرير والمصرية للاتصالات دفع الشركات لإعادة التفكير في الأمر ومحاولة استقطاب صغار المستثمرين. بدأت التغيير واحدة من أكبر الشركات في السوق وهي المجموعة المالية هيرمس التي أعلنت عن افتتاح مركز جديد لخدمة العملاء والمستثمرين في مصر وعدد من الأسواق الخليجية وشهادات الإيداع الدولية المصرية ببورصة لندن وهو ما يعد الأول من نوعه في مصر. المركز سيكون مهمته بجانب تنفيذ أوامر العملاء الإجابة عن استفساراتهم فيما يتعلق بالاستثمار في البورصة ولن يكون الأمر قاصرا علي عملاء الشركة وإنما يشمل ايضا أي شخص يرغب في الاستفسار عن السوق.. ويتمثل الجديد هنا في تخطيط الشركة لعقد دورة تدريبية للمستثمرين. ويتوقع المحللون ان تكون هذه بداية لعودة الاهتمام بالمستثمر الذي يرغب في دخول البورصة بمبلغ يقل عن عشرة آلاف جنيه خاصة وان بعض الشركات اتجهت إلي تخفيض عمولاتها لجذب هذه الفئة من المستثمرين التي ظل السوق لفترة طويلة ينبذها لمشاكلها الكثيرة ولعدم فمهما لطبيعة الاستثمار في البورصة. ويري المهندس هاني توفيق خبير أسواق المال ان مشكلة المستثمر الصغير التي كانت تخيف الشركات من التعامل معه انه لا يملك الوعي الكافي للاستثمار في البورصة مشيرا إلي انه كان لابد من البحث عن وسيلة لحماية المستثمرين الافراد في السوق عن طريق تأهيلهم للتعامل في السوق أو تأهيل شركات السمسرة التي يتعاملون معها. وأشار إلي ان الاهتمام بالمستثمر الصغير لا يجب ان ينصب في اتجاه فتح المجال لهم للتعامل في السوق دون توعية فلابد من الاهتمام بتعليمه أساليب التعامل في السوق وان البورصة لن تكون مغارة علي بابا التي تحوله إلي مليونير في فترة قصيرة مشيرا إلي ان هذا الأمر لابد ان تتحمله شركات السمسرة في السوق بالإضافة لهيئة سوق المال. ومن ناحيته ارجع أحمد توفيق رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة هيرمس للسمسرة في الأوراق المالية هذا الاهتمام بصغار المستثمرين إلي النمو الكبير الذي شهدته البورصة المصرية والأسواق العربية خلال الفترة الماضية والذي اعتمد بصفة أساسية علي تداولات الافراد مما دفع الشركة إلي تأسيس المركز. وأضاف ان المركز جاءت فكرته من دبي حيث إن الفكرة مطبقة علي نطاق واسع هناك نظرا لسيطرة تعاملات الافراد علي تعاملات الأسواق في دبي وأبو ظبي مشيرا إلي ان المركز يخدم جميع المستثمرين في البورصة المصرية سواء من عملاء الشركة أو غيرها من داخل مصر أو خارجها. وأضاف ان البورصة المصرية وحدها شهدت دخول أكثر من 250 ألف مشترك خلال الاكتتابات الثلاثة الماضية سيدي كرير وآموك والمصرية للاتصالات مشيرا إلي ان المستثمرين الافراد نجحوا في الاستحواذ علي النسبة الأكبر من تعاملات السوق حيث تتجاوز نسبتهم أكثر من 70% مقابل 30% للمؤسسات بعكس الوضع في الماضي. وأشار إلي ان التزايد المستمر في أعداد المستثمرين الافراد دفع الشركة إلي إنشاء مثل هذا المركز حيث يوفر لهم سهولة في الحصول علي المعلومات الخاصة بالبورصة المصرية أو البورصات العربية ووضع أوامر الشراء أو البيع أو الحصول علي تحليلات مالية وفنية عن الشركات، وتوقعت الشركة ان تنجح في جذب أكثر من 20 ألف عميل من خلال هذه الخدمة خلال العام الحالي. وأوضح محمد الوكيل مدير العمليات بشركة المجموعة المالية هيرمس ان المستثمر الفرد أصبح له دور فعال في نشاط السوق المصري ووصلت التعاملات في البورصة إلي حاجز المليار جنيه في كثير من أيام التداول.. وكان لابد من إعادة التفكير في توفير خدمة لصغار المستثمرين الراغبين في دخول السوق بعد فترة طويلة من وضع حدود علي تعاملاتهم.