الرحمة والمغفرة هو نتائج إلتزام العبد المؤمن بالله أمام الله بالإقلاع عن الخطأ فور ادراك انه خطأ والاقدام علي الخير طالما انه خير للنفس والأهل والوطن والدين والانسانية طوال حياتنا الدنيا. وعلي هذا الأساس نتذكر ان كل شيء في حياتنا الدنيا.. وفي الآخر إنما هو بمشيئة الله وأن عقيدتنا الايمانية كمسلمين بصفة خاصة وأهل كتاب بصفة عامة - تقوم علي جانب العبادات وجانب المعاملات وطالما أن الله قد خلقنا مختلفين في جانب العبادات "مسلمين ومسيحيين ويهودا ان كان هناك يهود غير صهاينة وغير ذلك" فانه من الكياسة والفطنة ألا نتناطح بالنصوص المقدسة في هذا الجانب لاختلافنا أصلا في تلقينا لهذه النصوص عبر العصور وإنما علينا جميعا في جانب المعاملات ان ندرك ان ما يخص كلامنا في هذا الجانب من مشيئة الله قد أخفاه الله عنا ولكنه وهو اللطيف بكل البشر - قد منحنا عقولا سليمة وأصبح كل ذي عقل يجد أنه يدرك بالفعل في كل موقف من آلاف المواقف التي يمر بها يوميا ان هذا الموقف لكي يكون الانسان مشاركا فيه وأن لهذه المشاركة طريقان: هذا خطأ وهذا صواب قبل أن يرتكب الخطأ أو يقلع عنه وقبل أن يقدم علي الصواب أو يقلع عنه فإن اختار الصواب بارك الله له فيه وان اختار الخطأ أغرقه الله - أو أمد الله له فيه!! وأصبح ممن يذرهم جل شأنه "في طغيانهم يعمهون"..!!.. وهذا هو سر حساب الله لكل البشر في الدنيا والآخرة ونرجو أن يلهمنا جل شأنه القدرة علي الالتزام باختيار الصواب في كل تصرفاتنا وعلي مدي كل لحظة من لحظات تكون قد بقيت لنا من الحياة ان كانت في الحياة بقية من الحياة..!! .. وتعالوا بنا نجد في هذه المحطة للرحمة والمغفرة أن نتائج هذا الالتزام.. وبالله التوفيق.. في آلاف المواقف يوميا علي النحو التالي: 1- تعب ومشقة.. تكون نتائجه دائما ايجابية للنفس والأهل والوطن والدين والانسانية ويثاب المرء خيرا علي ذلك لانه ينفذ أمر الله "وافعلوا الخير لعلكم تفلحون"..!! 2- نتيجة التعب والمشقة أقل من المتوقع.. قليل من الحصاد.. يبارك الله فيه بعد حمد الله وشكره عليه مع الأخذ بأسباب الخير الكثير ودون تقصير..!! 3- نتيجة التعب والمشقة أقل من المتوقع.. خسارة رغم الأخذ بكل أسباب النجاح.. يعوضها الله في الدنيا والآخرة إذا حمد الله ربه عليها رغم الأخذ بأسباب عدم التعرض لها!! 4- نتيجة التعب والمشقة أقل من المتوقع.. مصيبة أو فاجعة انسانية.. يخفف الله من وطأتها إذا حمد المرء المختبر بها ربه عليها دون اعتراض منه علي مشيئته في التعرض لها..!! 5- نتيجة التعب والمشقة لا تتحقق أصلا أو تنتهي بالموت.. فالموت هنا لا يكون لأن المرء قد أقلع عن خطأ معين أو أقدم علي عمل شاق هو قادر علي إنجازه ولكن لأن الأجل يكون قد انتهي ليس بالاقلاع عن الخطأ أو بالعمل الشاق ولكن لأن المرء قد أصر علي عدم التفريط في هيبة الله الخالق الأعظم بخطأ من المعلوم انه خطأ أو بالاقدام علي عمل كان من المعلوم أنه عمل شاق ولكن مع العلم بالقدرة علي انجازه..!!