الإنسان في كل مكان إما أن يكون مؤمناً بالله من خلال رسالة سماوية أو أكثر وإما أن يكون مؤمناً بدين غير سماوي ويعتقد أنه يؤمن بالله أو بأي معبود غيره.. وإما أن يكون من غير المؤمنين بأية رسالة سماوية ولا بأي دين غير سماوي وغير مؤمن علي الإطلاق بوجود الله..!! .. وسواء كان هذا الإنسان أو ذاك هو أنا أو أنت فقد يشعر أحدنا أو كلانا في لحظة ما ولتكن هذه اللحظة التي نعيشها مع هذا الحديث الآن أن هناك في حياتنا ما لا يرضينا من سلبيات ومساوئ ما كان لأحدنا أن يكون طرفاً فيها لما ترتب عليها من أضرار جسيمة فيما مضي من حياتنا علي مستوي النفس والأهل والوطن والدين والإنسانية وإذا كانت هناك بقية في حياتنا فإننا يجب فيما بقي لنا من الحياة أن "نهجر" ما كنا فيه من كفر أو شرك بالله.. أو من ضعف إيمان بالله أو تقصير في حق الله أو من فتنة أو حياة علي الفطرة ليس فيها إحساس بهيبة الله.. أو من باطل ما كان لنا أن نرضاه منا لأنفسنا ولمن حولنا.. ولابد لنا في هذه "الهجرة" من الكفر إلي الإيمان بالله أو من الفطرة إلي الإحساس بهيبة الله.. أو من الفتنة إلي ما ليس فيه فتنة أو من الباطل إلي الحق أو ما ليس فيه باطل مهما كان الباطل صغيراً باعتبار أن الإصرار علي الصغيرة كبيرة.. لابد لنا في هذه الهجرة من الظلمات إلي النور فيما بقي لنا من الحياة ونحن نأمل أن في حياتنا بقية نحرص علي أن يكون ختامها مرضياً لله وفيه ما فيه من الخير لكل خلق الله.. لابد لنا في هذه الهجرة أن نعتبر أن حياتنا تبدأ من الآن حتي وإن كان ما مضي منها فيه ما فيه من المعاصي والموبقات ونحن نتعشم في رحمة الله.. وعلينا أن نعتبر هذه البداية من حياتنا القادمة هي المحطة الأولي للرحمة والمغفرة التي لا يمكن أن يمن الله بها علينا ولا علي غيرنا من البشر ونحن نتعشم في المعاني الرائعة لنصوص السماء في الرحمة والمغفرة ونترك عمداً النظر إلي نصوص الحساب والعقاب في الدنيا والآخرة. وإذا كان ذلك كذلك.. فليتواضع كل من يصل إليه هذا الحديث مقروءاً أو مسموعاً أو مسجلاً في صفحات التاريخ إلي يوم الدين "تواضع العلماء" الذين يقبلون ما يمن الله به علي غيرهم من العلم والحكمة مهما كان يسيراً ومهما كان غيرهم طفلاً أو شاباً.. كهلاً أو شيخاً كبيراً.. أو تلميذاً مسناً مثل المتحدث الذي أنعم الله عليه بهذا الحديث الذي نرجو الله أن يكون فيه ما هو نافع ومفيد من جيل إلي جيل إلي يوم الدين تكرماً منه جل شأنه وفضلاً علي عباده المؤمنين. وفي هذا الإطار أرجو من الجميع أن نبدأ خطوتنا الأولي للرحمة والمغفرة في الدنيا والآخرة بأن يوجه كل منا إلي نفسه أمام الله في هذه المحطة الأولي من رحلة حياتنا القادمة بأمر الله الأسئلة السبعة الآتية: 1 هل أنا.. مؤمن بالله..؟! 2 وهل أتعشم في رحمة الله..؟! 3 وهل أريد حقاً أن يكون عشمي في رحمة الله.. عشماً مقبولاً من الله..؟! 4 وهل أريد أن أكون في حياتي القادمة من القلة التي يرضي الله عنها في الدنيا والآخرة؟ 5 وهل أرفض مهما كانت وسائل الإغراء والتغرير والتهديد أن أكون من أغلب الناس الذين جعلهم الله "لا يعلمون.. أو لا يعقلون.. أو لا يشكرون.. أو الذين جعلهم في طغيانهم يعمهون"..؟! 6 وهل أريد فعلاً أن أعبد الله كأنني أراه في عظمته وجلاله ليس في أوقات وأماكن العبادة فقط وإنما في كل وقت وحين؟! 7 وهل أعرف أن الإصرار علي الصغيرة كبيرة وأن من "يسرق البيضة" لا يكتفي بعدها بسرقة..... "جمل"..؟! .. هذه هي الأسئلة التي أنعم الله علينا برؤية إنها هي نقطة البداية في المحطة الأولي للرحمة والمغفرة فيما بقي لنا من الحياة ونحن نتعشم في أن تكون أحسن أعمالنا خواتيمها في جانب المعاملات مع النفس والأهل والوطن والدين والإنسانية دون إهمال جانب العبادات والمن علي الله بما نعتقد أننا قدمناه علي أكمل وجه في هذا الجانب "جانب العبادات" وكأن لسان حالنا كان يقول لنا في حياتنا السابقة "هذه نقرة.. وهذه نقرة" فكان ما كان مما نعيشه الآن من مظاهر الفساد والإفساد علي ظهر الكرة الأرضية في هذا الزمان. أما المحطة الثانية بعد هذه البداية التي نرجو أن تكون طيبة هي محاسبة أنفسنا علي ما قدمناه في اجابتنا عن كل سؤال من أسئلة المحطة الأولي وأعتقد أن اجابة الجميع كانت عن كل سؤال بملء الفم والقلب والعقل "نعم".