كلمة "نعم".. يقولها كل إنسان عشرات أو مئات المرات يوميا أما لنفسه في الرد علي نفسه للإجابة عن سؤال ورد علي خاطره أو تأكيدا لمعلومة يتذكرها أو ترجيحا لفكرة علي أنها هي الأثر صوابا بين أفكار أخري.. وإما أن يقول الإنسان هذه الكلمة التي تبدو بسيطة ومريحة في الرد علي سؤال وجهه إليه إنسان آخر أو تأكيدا لبعض ما يطرح أمامه من آراء وأفكار وغير ذلك.. ومع ذلك فإن هذه الكلمة ليست بسيطة إذا قالها الإنسان لنفسه أمام ربه فإنه لابد أن يلتزم بها أمام الله بعد أن تخرج من قلبه وعقله ولسانه أمام الله من لحظة خروجها علي هذا النحو إلي أن يلقي الله.. وهذه مسئولية ضخمة تمثل "المحطة الثانية" من محطات الرحمة والمغفرة في الدنيا والآخر بعد أن نطقناها في هذا المكان أمام الله - تعالي - إجابة علي "الأسئلة السبعة" التي تمثل المحطة الأولي للرحمة والمغفرة حينما يتوجه بها الإنسان إلي نفسه خروجا من دائرة "الكفر" أو دائرة الفتنة أو الفطرة أو "الباطل". وطالما كانت الإجابة عن تلك الأسئلة السبعة في تلك المحطة الأولي "نعم" وذكرنا الآن أنها التزام أمام الله تعالي علي كل من ينطق بها أمام الله حينما يحاسب نفسه عليها - بعد النطق بها في المحطة الأولي - في هذه المحطة الثانية من "المحطات الإيمانية للرحمة والمغفرة التي أشرنا إليها في 3/1/2012 بنفس هذا العنوان الأخير"!! ولكي لا نطيل.. تعالوا بنا نستعرض تلك الأسئلة السبعة سؤالا سؤالا ونحن نحاسب أنفسنا علي مدي التزامنا بكل منها في إجابتها عنها بكلمة "نعم" في كل تصرفاتنا قولا وفعلا إلي ما شاء الله علي المستوي الفردي والجماعي الشخصي والرسمي وعلي أي مستوي يصل إليه هذا الحديث من جيل إلي جيل إلي يوم الدين بمشيئة الله. 1- أول "نعم"..!!.. أنا مؤمن بالله..!! ذلك أن الإيمان نوعان إيمان بالله وإيمان بالفكر بمعناه الواسع وهو والعياذ بالله عدم الإيمان بالله لأن الكافر مؤمن بكفره ويصر علي الكفر إلا إذا أفاق إلي خطورة ذلك في الدنيا والآخرة وأدرك أنه لابد أن يؤمن بالله وهو صادق في التوجه إلي الله فهو معنا في الالتزام بما نحن فيه الآن: "نعم.. أنا مؤمن بالله". 2- نعم "الثانية".. أنا "متعشم في رحمة الله": وهنا لابد أن أراجع نفسي في كل تصرفاتي قولا وفعلا بسرعة ال "فمتو ثانية" التي وفق الله الدكتور أحمد زويل وفريق العمل المعاون له "كما ذكر بنفسه" إلي اكتشافها "وهي أقل وحدة قياس للزمن حتي الآن". 3- "نعم" الثالثة هنا هي.. نعم أريد أن يكون عشمي في رحمة الله عشما مقبولا من الله..!! ولكن.. كيف يكون ذلك وأنا لا أرتكب الخطأ الذي أعلم أنه خطأ في حضرة بعض خلق الله في آلاف المواقف التي أمر بها في حياتي وأرتكب هذا الخطأ أو ذاك مما هو أكبر منه حينما لا أجد أن أحدا يراني من خلق الله.. وقد أصل إلي أن أرتكب كل الأخطاء أمام الله وأمام خلق الله وأنا أعلم أن الأخطاء أخطاء بعقل أنعم الله به عليّ ونبهني بهذا الخطأ أو ذاك قبل ارتكابه أنه خطأ قبل ارتكابه ويكون عشمي في رحمة الله قائما وفي محله..؟! 4- "نعم" الرابعة.. أريد أن أكون فيح ياتي القادمة من القلة التي يرضي الله عنها في الدنيا والآخرة: وهنا.. نجد أن كل إنسان يريد أن يكون كذلك.. ولكنه يري بعض دور العبادة تفتح أمامه باب العشم في الرحمة والمغفرة بلا حدود كنوع من "الترغيب" والبعض الآخر تغلق أمامه باب الرحمة والمغفرة ويحذره من شدة العقاب وسرعة الحساب بما يصل عند البعض - والعياذ بالله - إلي درجة اليأس من رحمة الله فيستمر في الخطأ وهو يعلم أنه خطأ من باب "مفيش فايدة"..!! وهذه هي الكارثة الكبري في حياتنا الاستمرار في الخطأ مع العلم بأنه خطأ إما يأسا من رحمة الله وإنما تعليقا لترك الخطأ والإقلاع عنه علي مشيئة الله التي أخفي الله عن كل منا نصيبه منها حتي لحظة تحقق هذا النصيب خيرا.. أو شرا والعياذ بالله. 5- نعم "الخامسة" أنني أرفض فعلا أن أكون من أغلب الناس الذين لا يرضي الله عنهم: وهنا.. في تأكيد كلمة نعم هذه ومحاسبتي لنفسي عليها أري علي أرض الواقع أن أغلب الناس وأكثرهم لا يعلمون أولا يعقلون أو لا يفقهون أو لا يشعرون أو أن أكثرهم فاسقون أو غافلون أو "في طغيانهم يعمهون" و. 6- أما نعم "السادسة" فهي أنني أريد وأعلم أنني مأمور أن أعبد الله كأنني أراه فإن لم أكن أراه فإنه يراني فكيف أرتكب الخطأ في حضرته وإحساسي بوجود قدرته في كل كياني إلا إذا كنت أفرط في هذا الإحساس مع سبق الإصرار والترصد بينما لا أفرط في إحساسي بهيبة خلق الله..؟! المطلوب فعلا أن يحترم كل البشر بعضهم بعضا في الخير فقط دون خطأ أو عدوان. 7- وأخيرا فإن نعم "السابعة" هي أن من "يسرق البيضة يسرق الجمل" بمعني أن من يرتكب الخطأ الصغير يرتكب الكبير ومبفهوم المخالفة - كما يقول فقهاء القانون فإن من يقلع عن الخطأ الصغير يقلع عن الكبير.. وما أكثر الأخطاء الكبيرة التي لابد من الإقلاع عنها في كل مناحي حياتنا حتي ننطلق من هذه المحطة إلي المحطة الثالثة للرحمة والمغفرة بمشيئة الله..؟!