العقيدة الإيمانية عند المؤمنين بالله "عبادات ومعاملات" وقد أقمنا جانب العبادات كل حسب اعتقاده منذ أن نزلت إلينا الرسالات السماوية كما هو واضح بشكل أو بآخر حتي اليوم وإلي يوم الدين في المعابد والكنائس والمساجد أما جانب المعاملات فإن ما نراه فيه من إقدام علي الأخطاء رغم معرفة أنها أخطاء وإقلاع عن عمل الخير رغم القدرة علي المساهمة في الخير وتقديمه لا يرضي أي إنسان عاقل يري أن مساحة السلبيات ومجانبة الصواب عمداً أكبر من مساحة الإيجابيات والالتزام بجادة الصواب عند كثير من أهل الكتاب جميعاً والذين من المفترض أن يكون كل منهم ملتزماً أمام الله حسب اعتقاده هو ودون "مناطحة" بالنصوص المقدسة في غير أماكن العلم والعبادة بالإقدام علي الخير ابتغاء وجه الله والإقلاع عن الخطأ خشية لله في الوقت الذي أنعم الله فيه علي كل البشر من المؤمنين وغير المؤمنين به جل شأنه بعقول ندرك بها أن الخير خير وأن الشر أو الخطأ شر أو خطأ.. بل إننا نجد أن الكثيرين ممن لا يؤمنون بأيه رسالة سماوية يقدمون علي الخير حباً في الخير ويقلعون عن الخطأ كرهاً في الخطأ بمنطق علمي بحت ودون إيمان بالله.. ولعل هذا هو أهم ما جعل غير المؤمنين بالله هؤلاء ومن شايعهم من الليبراليين والعلمانيين "بفتح العين وضمها" يسيئون فهم الرسالات السماوية بصفة عامة ورسالة القرآن الكريم بصفة خاصة لما يرونه أمامهم من سوء جانب المعاملات عند الكثيرين من المؤمنين بالله.. وإن كان لذلك سبب فإن هذا السبب يتلخص في أن أهل الرسالات السماوية قد غاب عن معظمهم إدراك موضع دستور العمل الإلهي في جانب المعاملات من العقيدة الإيمانية ووقف الكثيرون منهم عند قول الله تعالي : "ما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون" فأكثروا من العبادات في الفرائض والنوافل ثم فعلوا في جانب المعاملات ما يعتقدون أنه من السيئات التي تذهبها الحسنات في العبادات فكثرت المخالفات والجنح والجرائم والمجالس العرفية ومحاضر الشرطة ومحاضر النيابة وجلسات المحاكم وكأن الكتب السماوية لم تقدم إلي المؤمنين بها دستور العمل الذي يضيء الطريق ويكشفه بما فيه من الخير في جانب المعاملات أمام كل البشر مع أن هذا الدستور أمامنا ولم نكن نراه.