أحمد يسرى معامل التجارب بالمدارس خارج الخدمة أحمد يسري، طالب بالفرقة الأولي بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، 21 عاما، حاول التفكير خارج الصندوق، سعي لتطبيق فكرته علي أرض الواقع إلا أن الإمكانيات المادية لم تساعده في ذلك، إلا أنه علي المستوي النظري نجح فيها بشكل كامل، فكرته يستفيد منه الآلاف من الصم والبكم الذين يعانون في التعامل مع المجتمع.. دأب علي القراءة عن التكنولوجيا الحديثة منذ أن كان في المرحلة الإبتدائية، التحق بالثانوية الفنية لأنه يري أن التعليم الفني هو بوابة العبور لمصر نحو المستقبل، فكر في طريقة يسهل بها التواصل بين الأشخاص الطبيعيين ومرضي الصم والبكم، دون حاجة الطبيعيين لتعلم لغة الإشارة بالطبع، من خلال ابتكار ساعة يد مزودة بكاميرا من الأمام بتحول كلام المتصل لإشارات يفهمها الشخص الأصم، وتحول الإشارات لكلام مفهوم، من غير الحاجة لتعلم لغة الإشارة. الفكرة جاءته بسبب ما يعانيه ذوو الاحتياجات الخاصة من التهميش، حيث لا تتوافر لديهم وسائل مساعدة للحياة الطبيعية، ما يدفعهم لتقليل تعاملاتهم مع الأشخاص الطبيعيين؛ لأسباب من بينها صعوبة التواصل، وخاصة بين أوساط مرضي الصم والبكم. ما طبيعة الفكرة؟ المشروع عبارة عن ساعة محمول بتقنية «الهيلوجرام تاتش» علي الهواء من خلال وضع أربع عدسات في جوانب الساعة فتظهر الصورة علي الهواء ويمكن عرض الصور والفيديوهات علي الهواء بدون الحاجة الي وسيط مادي وتصل من 5 بوصة إلي 80 بوصة مثل التليفزيون، وأيضا من خلال هذا المشروع نستطيع مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة مثل الصم والبكم من خلال الكاميرا وعمل برنامج يقوم بترجمة الاشارات الي كلام والعكس صحيح وهذه الميزة لا توجد في الساعات الأخري، كما توجد مميزات عديدة مثل ان الساعة ضد الكسر وضد الماء بخلاف جميع الساعات الموجودة حاليا. كيف ومتي بدأت التفكير في هذا الاختراع؟ خلال السنوات الخمس الماضية تعرضت العديد من التليفونات المحمولة التي أمتلكها إلي الكسر مما جعلني أفكر في ابتكار جهاز ضد الكسر وتوصلت الي هذا الاختراع «ساعة محمول»، وحاولت التفكير في كيفية جعلها «دون تاتش» لان مشاكل اللمس عديدة ففكرت ان تكون الساعة المحمول بتقنية الهيلوجرام لان الهيلوجرام لا يحتاج الي وسيط مادي وبحثت علي مواقع الانترنت وفي الكتب فوجدت الكثير من الاختراعات ولكن لا توجد فيها ساعة هاتف يد ففكرت في عمل ساعة يد ثلاثية الابعاد ضد الكسر وفي البداية فكرت في عمل داتا شو مصغرة ثم قمت بتحويلها إلي داتا شو ثلاثية الابعاد بتقنية الهيلوجرام. وهل قمت بتسجيل الاختراع؟ نعم، قمت بتسجيله منذ عام ونصف في أكاديمية البحث العلمي، كي أحتفظ بحقي في الفكرة علي أمل استكمالها بالبحث العلمي في المستقبل وخلال دراستي بكلية الهندسة. وما المسابقات التي اشتركت فيها؟ اشتركت في العديد من المسابقات في حوالي 8 محافظات وحصلت فيها جميعا علي المركز الأول، كما أنني تم تكريمي من كليات الهندسة بجامعات بني سويف والمنيا والإسكندرية وأسوان والمنصورة. وما المشكلات التي واجهتك في تنفيذ هذا الاختراع؟ واجهتني نفس المشكلات المتعلقة بجميع الباحثين والمهتمين بالبحث العلمي في مصر، وأولاها وهي ضعف الإمكانيات، والتجهيزات، ومعامل التجارب التي تعتبر خارج نطاق الخدمة، فالطالب المصري يتمتع بذكاء كبير وذلك يسمح له بالحصول علي المراكز الأولي في الجامعات الأوربية والعربية وإذا توافرت الإمكانيات سيستطيع الطلاب المصريون تحقيق الكثير من الإنجازات، والاختراعات التي تفيد البحث العلمي، كما أن هناك مشكلة أساسية وهي عدم الاهتمام بأبحاث الطلاب وهم في مرحلة الدراسة. ومن بين المشكلات أيضا التشريعات والقوانين واللوائح والبيروقراطية الموجودة بالدولة، والتي تعرقل إدارة تمويل البحث العلمي بكفاءة، فالتعامل مع مشروع البحث العلمي من قِبَل المسئولين صار كأنهم يتعاملون مع بناء كوبري أو عمارة ومصنع، فنتعامل بنفس قانون المناقصات والممارسات وخلافه، كما أن قناعة الدولة بالبحث العلمي فعليًّا أولي خطوات النهوض، فكثيرًا ما نسمع تصريحات المسئولين عن البحث العلمي بأنه الاقتصاد القائم علي المعرفة ومستقبل البلاد، إلَّا أنها كلها مجرد شعارات تحتاج إلي إرادة سياسية تترجم ذلك إلي أفعال. وكيف يمكن القضاء علي هذه المشكلات؟ في البداية يجب القضاء علي كل مشكلات الروتين التي تعصف بأحلام الباحثين وشباب المخترعين، كذلك يجب السعي لخفض رسوم تسجيل طلبات البراءة، كذلك يجب خفض الرسوم السنوية المقررة علي كل براءات الاختراع والتي تزداد سنويا، كما يجب العمل علي تقليل مدة فحص طلب البراءة حتي لا يتجاوز عامين علي الأكثر من تاريخ تقديم طلب الحصول علي براءة اخترع والقضاء علي صعوبة الحصول علي براءة الاختراع والتي قد تصل مدة الحصول عليها الآن لأكثر من 7 سنوات، كذلك يجب عمل مسابقة قومية تحت رعاية الدولة لاختيار أفضل الأفكار والاختراعات والأبحاث العلمية في كل تخصص في نهاية كل عام والتي تسهم في تقدم الوطن وعمل لقاء سنوي يجمع المبتكرين ورجال الأعمال والمستثمرين في لقاء دوري، وأن يراعي في المعارض والبرامج والمسابقات تشكيل لجان تحكيم وتقييم الاختراعات بتخصصات علمية متخصصة في كل الاختراعات المشاركة حتي لا يسمح لفرد او اثنين فقط للتقييم لجميع الاختراعات وتخصصاتهم بعيدة كل البعد عن تخصص الاختراع المشارك.