ناصر ونجله يعرضان جهاز ترجمة إشارات الصم والبكم في أقصي جنوب مصر وعلي ضفاف نيلها الساحر جلس ناصر تاوضروس عطية مدرس الكهرباء البسيط يتأمل معاناة الصم والبكم من حوله وفكر بطريقته الخاصة أن يعمل علي إسعادهم فجاءت فكرة اختراعه لجهاز يحول أشارات الصم والبكم إلي كلام نسمعه، التقت «الأخبار» بالمخترع الجنوبي ورصدت أحلامه ومعاناته فكان هذا الحوار متي فكرت في اختراع جهاز ترجمة فورية لإشارات الصم والبكم؟ يواجه الصم والبكم معاناة يومية في التواصل مع الآخرين ومن هنا بدأت التفكير في حل هذه الأزمة وعملت جاهدا علي أن أحول هذه الإشارات إلي كلمات بأي طريقة واستغرق هذا عمل 3 سنوات في العديد من التجارب والمحاولات حتي توصلت في النهاية إلي تحويل الإشارة إلي كلمة عن طريق التمثيل الضوئي ونجحت في الوصول إلي الشكل النهائي لجهاز ترجمة الصم والبكم، ذهبت إلي الأكاديمية وسجلت الاختراع في عام 2003 وحصلت علي براءة اختراع عن جهاز الترجمة الفورية لإشارات الصم والبكم والعكس. وبعدة لغات عربي- انجليزي- فرنسي- ألماني وذلك حسب الدولة المصنعة. ما تكلفة هذا الجهاز وميزانيته؟ الجهاز عبارة عن قطعتين تكلفة القطعة لا تتعدي75 جنيها بما فيها التصنيع يعني القطعتين ب150جنيه ويباع حسب السعر الذي تحدده الشركة المنتجة وحجمه في حجم الموبايل يضعه الصم والبكم في جيبهم ويتحركون به هذا إلي جانب اختراعي لجهاز آخر يقوم بنفس المهمة ولكن يتكون من قطعة واحدة فقط وهو جهاز تعليمي يتم وضعه في المؤسسات التعليمية وفي المساجد والجوامع ليسهل عملية التعامل مع الصم والبكم ما الصعوبات التي واجهتك في تنفيذ هذا الاختراع ؟ العديد من الصعوبات فأنا أعمل «مدرس كهرباء» في مدرسة كوم امبو الثانوية الصناعية بمحافظة أسوان ولا يوجد لدينا أي جهة تهتم بالمخترعين وتمد لهم يد العون وأنا دخلي بسيط وأب ل 4 ابناء ولا أستطيع تحمل نفقات مالية كبيرة ومع ذلك تحملت علي نفسي بقدر المستطاع ووفرت كل الأجهزة التي ساعدتني في تنفيذ اختراعي ثم بدأت في رحلة الشقاء والذهاب إلي القاهرة لكي أسجل اختراعي في أكاديمية البحث العلمي وهذا أيضا مكلف ماديا حيث أخذت إجازة من عملي وسافرت إلي القاهرة أكثر من 25 مرة إلي جانب أن تسجيل الورقة الواحدة لبحث أي اختراع تتكلف 10جنيهات وطبعا عدد أوراق أي بحث تكون كبيرة جدا وبالتالي تكلفة التسجيل تكون عالية ولهذا تقدمت بطلب إلي رئيس جامعة أسوان عام 2011من أجل فتح فرع لأكاديمية البحث العلمي داخل جامعة أسوان لكي يستقبل طلبات أبنائنا من المخترعين ويوفر عليهم مشقة السفر إلي القاهرة ويشجعهم علي تنمية الابتكار والإبداع في محافظاتجنوب مصر ولم تحدث أي استجابة حتي الآن إلي جانب أنني تم ترشيحي عام 2009 من قبل أكاديمية البحث العلمي لكي أمثل مصر مع 6 مخترعين مصريين في معرض الباسل للاختراع والابتكار بسوريا وتعهدت وزارة التربية والتعليم بتحمل تكلفة السفر وكانت في ذلك الوقت 7 آلاف جنيه وبعد عودتي من السفر جاءني كتاب من وزارة التربية والتعليم من أجل تكريمي ففرحت جدا وذهبت إلي القاهرة ولكني لم أقابل وزير التربية والتعليم يسري الجمل في ذلك الوقت وفوجئت إن التكريم شهادة تقدير فقط سلمها لي مستشار التعليم الفني ولم أحصل علي نفقات السفر من وزارة التربية والتعليم حتي الآن وبعد هذه الواقعة أصبت بحالة إحباط ويأس شديدين وتوقفت تماما عن أي ابتكار . كيف عدت مرة أخري إلي مواصلة اختراعاتك ؟ بعد 3سنوات فوجئت بأبني كيرلس طالب بالصف الثاني الثانوي شعبة ادبي يقول لي أريد أن اخترع طلمبة ترفع المياه في التكييف الصحراوي بدون كهرباء نفسي أكون مخترعا مثلك فأنا فخور بك ومع سماعي لهذه الكلمات عاد إليّ حماسي وعدت أتمسك بأحلامي وبدأت معه في دراسة الفكرة جيدا لان معظم أهل أسوانومحافظات الصعيد يستخدمون التكييف الصحراوي رغم خطورته لأنه يعمل بالكهرباء من الطلمبة الموجودة داخل الماء وجاءت فكرة ابني بان تعمل طلمبة التكييف بقوة الهواء وليس الكهرباء فتحمست جدا لهذه الفكرة وبعد عام من التجارب نجحنا في تنفيذ هذا الاختراع الذي سوف يوفر في استهلاك الطاقة وسوف يمنع الخطورة من جهاز التكييف وتم تسجيل هذه الفكرة في أكاديمية البحث العلمي.