في ظل انهيارات العقارات المتكررة ووقوع العديد من الضحايا الأبرياء، حاول الطالب يوسف هاني محمد الطالب بالثانوية العامة بمدرسة الخديوية الثانوية التفكير في وسيلة يمكن من خلالها تسريع إنقاذ الضحايا الذين يسقطون أسفل هذه العقارات، وبالفعل قام باختراع روبوت إنقاذ سريع يمكنه تحديد موقع الضحية ونقل صورة لفريق العمل بالإضافة للحالة الصحية، وإمكانية تقديم مساعدة طبية، إلي أن يتم نقله إلي أحد المستشفيات القريبة من مكان الحادث. حصل «هاني» بسبب هذا الاختراع علي المركز الأول علي العالم في مجال البحث والاختراع من كوريا الجنوبية، والثاني من إندونيسيا في مسابقات علمية اشترك بها، كما اشترك «هاني» بعدد من المسابقات العالمية وحصل علي جائزة خاصة من تايوان بحفل تبادل الثقافات.. كيف بدأت التفكير في هذا الاختراع؟ - كان الدافع الأساسي وراء تفكيري في اختراع هذا الروبوت هو الانهيارات المتكررة في المباني والعقارات خاصة في محافظة الإسكندرية، وقضاء قوات الإنقاذ والحماية المدنية ساعات طويلة وأحيانا أيام حتي يعثروا علي أحياء تحت المباني المنهارة وهو ما يتسبب في النهاية في قلة عدد الناجين جراء هذه الإنهيارات، وبدأت التفكير في هذا الاختراع منذ أن كنت في الصف الثالث الإعدادي واستغرق الأمر مني ما يزيد عن ثلاث سنوات حتي وصلت إلي المرحلة الأخيرة منه. وما هي طبيعة الاختراع؟ - الروبوت يستطيع النزول تحت بقايا الهدم وإكتشاف الأحياء كما أنه مزود بكاميرا، ويكتشف وجود أحياء تحت سطح الأرض، وبه أشعة ليزر ومزود بمقبضين يد لإزالة أي عائق أمامه وقادر علي سحب الأشياء من أمامه، وتم عمل تجربة بوضع دُمية تحت بقايا الهدم، ونجح الروبوت في الإمساك بالدمية من تحت بقايا الهدم. وهل قمت بتسجيل الاختراع؟ - نعم، فقد قمت بعمل محضر براءة اختراع من أجل حفظ كافة حقوقي فيه وحتي لا تتعرض الفكرة للسرقة من أي شخص أو جهة خارجية ويضيع مجهود سنوات من البحث والدراسة، بالإضافة إلي رغبتي في تحقيق الدولة لأكبر استفادة ممكنة منه وحتي يتم تقليل الخسائر البشرية الناتجة عن إنهيار العقارات. وهل تم دعمك من أي جهة في الدولة وعلي رأسها وزارة التربية والتعليم؟ - لم أتلق أي دعم من وزارة التريبة والتعليم فيما يخص المشروع، حيث أن والدي فقط هو من دعم المشروع بالكامل. وما هي المشاكل التي تواجه الباحثين في مصر؟ - البحث العلمي في كل مكان لابد أن يقترن بالتطبيق، حيث أن البحث قيمة علمية وعائد مادي لو أحسن تطبيقه مما يعود علي البلد بالنفع، أما في مصر فليست عندنا آليات تمكننا من الاستفادة من الأبحاث العلمية التي لا يكون لها مكان إلا الأدراج في المراكز البحثية، وهو ما يتسبب في بقاء هذه الأفكار في هيئة رسائل الماجستير والدكتوراه بشكل نظري دون ترجمة حقيقية وتطبيق علي أرض الواقع، كما أن البحث العلمي لابد ان يمر بأربع مراحل هي الملاحظة التي تتحول إلي فكرة ثم إلي نظرية أو افتراض علمي وتنتهي بمرحلة الإثبات العلمي، أما في مصر فلا يتعدي مرحلة الملاحظة دون المرور بباقي المراحل مما يؤكد القول بعدم وجوده في مصر. وكيف يمكن حل هذه المشاكل؟ - يقاس تقدم الدول بعدد ما لديها من براءات اختراع وما تم تطبيقه منها فعليا، لذلك هناك عدة خطوات يمكن من خلالها حل مشاكل البحث العلمي في مصر ومن بينها مراجعة وتحديث القوانين الخاصة ببراءات الاختراع، وإبداء الرأي في مشاريع القوانين الحالية الخاصة بالاختراعات والابتكارات والعمل علي تعديلها لصالح المخترع، كذلك يجب الاهتمام بالإبداع والاختراع والبحث العلمي ودعم المناهج التعليمية بالأفكار العلمية بكافة الطرق في الوسائل التعليمية والإعلامية بدلا من «الحشو» في المناهج، كذلك يجب العمل علي نشر ثقافة الابتكار والاختراع بين الشباب لتحقيق التقدم والاستمرار في التطوير لأن هناك الآلاف من الشباب الذين لديهم أفكار مبتكرة ومواهب كامنة وينتظرون الفرص والإطار المشجع لانطلاقها، كذلك يجب العمل علي إيفاد المخترعين لبعثات للخارج للوقوف علي خطوط الإنتاج لتصنيع المنتج المشابه لاختراعه وذلك لنقل التكنولوجيا الحديثة والمتطورة لتصنيع وتنفيذ الاختراع. كما يجب العمل علي إصدار قانون بمنح الحاصلين علي براءة اختراع من موظفي الدولة درجة مالية أعلي من الدرجة المربوط عليها ويعامل نفس معاملة الحاصلين علي درجة المؤهل الأعلي في البراءة الأولي ثم الدرجة العلمية الأعلي في البراءة الثانية ثم الدرجة العلمية الأعلي في البراءة الثالثة وذلك من الناحية المادية والأدبية، كما يجب منح كل طالب حصل علي براءة اختراع أثناء الدراسة من 5 10 % تميز تضاف علي المجموع علي غرار التفوق الرياضي ومن قام بالحصول علي عدد براءتي اختراع له حق الالتحاق بالكلية التي يرغب الالتحاق بها دون التقيد بالمجموع. من هو مثلك الأعلي؟ - علي المستوي المحلي جراح القلب العالمي د.مجدي يعقوب، حيث أنه وضع لحياته هدفا وهو خدمة العلم وخدمة بلده وبالفعل يقوم بهذا الأمر علي أفضل ما يكون، وعلي المستوي العالمي العالم ويستون هيلين، فرغم عدم شهرته إلا أنه قام بعمل العديد من الأبحاث التي لا تقدر بثمن في مجال الطاقة وما هي أحلامك؟ - أتمني أن يجد اختراعي طريقه للنور بشكل أكبر، وأن يتم دعمه من قبل الدولة وتعميم استخدامه في حالة إنهيار أي عقار من أجل تقليل حجم الخسائر، كما اتمني ان يجد الباحثون وأصحاب الأفكار الجديدة في مصر وسيلة أفضل للتعامل معهم، وأن تكون هناك ميزانية أكبر تضعها الدولة في خدمة البحث العلمي وتحديد مادة معينة لدعم صغار الباحثين وفقا لشروط معينة، كما أنني علي المستوي الشخصي أتمني الالتحاق بكلية ميكانيكا الطيران لأنني أري أنني أستطيع العمل في هذا المجال بشكل كبير.