نكرر التحذير اليوم بما ذكرناه أمس من تجاوز الخط الأحمر المتعلق بحرمة الدماء المصرية خاصة وأن العديد من الصحف العالمية تشير صراحة الي توقعات سلبية وتزايد العنف في العباسية وغيرها, وأيا كانت المصادر التي تعتمد عليها تلك الصحف فإن الأمر المؤكد هو وجود توجهات تسعي لنشر الفوضي في المشهد بأكمله, إما لعدم تحقيق المصالح الخاصة أو لكراهية أشمل وأعمق تريد معاقبة الشعب علي ثورته فلا يجني منها سوي الخراب والدمار. مانقوله ليست له علاقة بالمطالب الثورية وحق التظاهر والاعتصام السلمي ولكننا نتحدث عن الفارق بين هذه الممارسات المشروعة وبين التهديدات المعلنة بالتحول عن السلمية إلي مسارات أخري تعرض أمن الوطن لمخاطر حقيقية, ونستطيع في ضوء القراءة الدقيقة لمعطيات الساعات الأخيرة القول بأننا ازاء أحداث تستدعي الانتباه واليقظة من المصريين جميعا علي اختلاف انتماءاتهم السياسية وذلك حفاظا علي مصر التي تقترب من الإنجاز التاريخي وتولي أول رئيس مدني بعد انتخابات حرة سوف يكون العالم شاهدا عليها. اليوم تعلن كل القوي عن مطالبها ومواقفها في حين يظل الشعب بأكمله حاميا للوطن ومنشآته الحيوية من أي أياد مخربة قد تحاول المساس بها وحتي نثبت للدنيا أن الجماهير المصرية الحريصة كل الحرص علي استكمال ثورتها وتحقيق أهدافها كاملة غير منقوصة هي في ذات الوقت الحامية للمسار من أي تجاوزات تنحرف عن سلمية الثورة ونقائها. المسئولية اليوم في رقبة الجميع, ومصر لن تغفر والتاريخ لن يرحم كل من يتخاذل ولو بإغماض عينيه!.