تعظيم سلام واحترام يليق بصناع النصر العظيم في حرب أكتوبر المجيدة عام1973 والعبور العظيم الذي يبقي دائما معجزة عسكرية بكل المقاييس لم يكن يتحقق بدون خير أجناد الأرض ودماء الشهداء الطاهرة وقد ارتوت بها رمال سيناء التي نحتفل بذكري تحريرها اليوم. الجيش المصري هو في عقل وقلب كل مصري وتلك حقيقة يدركها الأعداء قبل الأصدقاء, وهو الشرف والعزة والفخار وبالتالي تذهب المحاولات الساذجة للمساس بمكانته أدراج الرياح. وإذا كانت مصر بعد ثورتها الكبري بصدد بناء الدولة المدنية الحديثة القوية فإنها ستظل أحوج ما تكون إلي السياج الذي يحميها من تربص القوي الساعية إلي الهيمنة وبسط النفوذ ولردع الذين يحلمون بعودة عقارب الساعة إلي الوراء وإمكانية أن تدنس أقدامهم مرة أخري حبة تراب واحدة من الحدود المصرية أيا كان موقعها. ومن هنا تكون الحاجة الماسة ونحن نضع أسس المستقبل إلي مناقشة وضع المؤسسة العسكرية بكل ما يتطلبه الأمر من جدية بالغة وأولوية قصوي ومراعاة لخصوصية ليست في حاجة إلي شرح وإثبات حتي يمكننا ونحن نبني بيد مصر الجديدة التي ننشدها فإن اليد الأخري تظل الحامية لما يتحقق من إنجازات وتنمية علي امتداد ربوع مصر من أقصاها إلي أقصاها. وعلينا ونحن نحتفل بذكري تحرير سيناء في لحظة فارقة نقترب فيها من نهاية المرحلة الانتقالية حيث ستجري في الأفق المنظور الانتخابات الرئاسية بكل ما تحمله من دلالات وإشارات تؤكد أن وقت البناء قد حان أن نرتفع بالحديث عن المؤسسة العسكرية فوق المناورات السياسية التي قد تلجأ لها بعض القوي والأحزاب في سياق حالة السيولة الراهنة. باختصار وحسم نقول: إن الوفاء لمصر وثورتها وحاضرها ومستقبلها يعني المحافظة علي المؤسسة العسكرية قوية وأبية وبعيدة كل البعد عن ألاعيب السياسية ومكرها ودهاليزها.