الشعب المصرى شهد ملحمة من البطولات فى التحمل منذ التحضير لحرب اكتوبر 73 ، والايمان بأن النصر قادم بلا هوادة ويتبلور فى قناعة الشعب بتقديم الأبناء والأحفاد فداء للوطن . ولا شك أن السبب الأول في نجاح حرب 6 أكتوبر هو رغبة الشعب والجيش الواحدة في تحقيق النصر واسترداد الأرض، وحماية العرض من الانتهاكات، فكان الجيش المصري بمثابة الحائط الذي يحمي المواطنين من الأعداء، ووجود خطة عسكرية علمية موثقة ومدروسة بشكل جيد، سببا في نجاح القوات بشكل مبهر. فحرب أكتوبر لم تكن مجرد حرب عابرة، وإنما كانت بمثابة تعويض عن حرب 1967، وعودة سريعة لقوة الجيش إلى طبيعته، فكان النصر حياة أو موت لأبناء الشعب المصري . فعندما نرى حكاية آباء وأمهات، قدموا أبناءهم فداء لهذا الوطن.. و زوجات وأبناء وبنات، عانوا مرارة الفراق فكان نصر السادس من اكتوبر حكاية كل مواطن؛ من شمال مصر لجنوبها، ومن شرقها لغربها،ترسم لوحة من التحمل والصبر من أجل الوطن وتؤكد قيمة الشخصية المصرية بكل عبقريتها، التى صنعت ما كان يعتقده البعض أنه المستحيل .. لتؤكد أن الشعب المصرى ،يقدم الغالي والنفيس لحماية أمنه وسلامة أرضه، ضد أي تهديد أو اعتداء. ان الاعجاز الذي حققه الجيش المصري من تخطيط وتنفيذ للحرب، بعد 6 سنوات فقط من يونيو 1967 لا يقل اهمية من اقتناع الشعب المصرى بدورة الوطنى فى الوقوف بجانب الجيش المصرى. فكان للمرأة المصرية دورا فعالا في نصر حرب 6 أكتوبر فهي كانت زوجة البطل، وأمه، وأخته، يدافعن ويحمين الوطن من الأعداء، في غيابهم ، هي من كانت تقود المجمتع بشكل غير مباشر، من خلال الاهتمام بتربية الأبناء داخل منزلها و إدارة الأمور المالية والحالة النفسية والصحية للأسرة وإرسال الطعام والإغاثات والعمل كممرضات بالمستشفيات لعلاج مصابي الحرب ومساندة الجيش معنويا .. بخلاف ملحمة الأطباء والتمريض ودورهم العظيم ، من خلال تقديم مساعداتهم الكبيرة للجرحى من الضباط والجنود على الحدود، ومساندة الأطباء لأفراد الجيش، بتقديم الاحتياجات اللازمة لصحتهم على الفور. النصر الكبير الذي حققه الجيش المصري خلال حرب 6 أكتوبر عام 1973، كان نتاجًا لجهود عظيمة من أفراد القوات المسلحة والشعب المصري. فاتحاد الشعب والجيش لتحقيق أسطورة النصر في حرب أكتوبر ، فى ملحمة الجيش والشعب يد واحدة في حرب أكتوبر لاعتبار ان الجيش المصري هو جزء من الشعب. أن نصر حرب 6 أكتوبر لم يكن بالصدفة، وإنما كان نتاج جهود حثيثة لكل من القوات المسلحة والجنود الذين كانوا يقيمون بالأيام والشهور على الحدود، فيما كانت الشرطة المصرية والشعب يحاول أن يؤدي دوره الأصيل، في حماية الجبهة الداخلية لمختلف القرى والمحافظات، بالإضافة إلى أنه كان ينتج ويعمل بكافة التخصصات التي تحتاج إليها البلد في ذلك التوقيت، فضلا عن تقديمه الدعم المعنوي الدائم لأفراد الجيش. وما قام به الجيش المصري في أكتوبر غير المفاهيم العسكرية في العالم كله، والانتصار يعود لإرادة الشعب، لأن الشعب وقف بجوار جيشه واقطتع من قوته لتوفير الدعم اللازم له. والقناعة بأن تلاحمنا وإخلاصنا ووعينا، يدفعنا الى تجاوز الظروف الصعبة، كما تجاوزناها من قبل.. مهما كانت صعوبتها .. وفي ذات الوقت نحرص على الاستمرار في التنمية، لتحسين ظروف المعيشة ولبناء مستقبل أفضل، تحظى به مصر، بالمكانة اللائقة، التي تستحقها بين الأمم. أن نصر 6 أكتوبر يعود في النهاية لتكاتف كل المصريين ،لأن الشعب المصرى لايعرف الهزيمة على الاطلاق وإنما يقوم بعمل استراحة محارب لتقديم الغالى والنفيس للوطن ولنعلم جيدا أن التحديات من حولنا كثيرة ولكن ارادة الشعب فى الحياة والتحمل للعيش فى الاستقرار يستلزم التوعية للاجيال الجديدة ، لأن مصر شهدت تحديات قوية ونجحت بعبورها لأننا أصحاب حضارة وتاريخ وقادرون على العبور مرات ومرات حفظ الله مصر. [email protected]