الأحداث الاخيرة المتلاحقة تفرض علي الجميع التعامل الجدي مع المخاطر والتحديات التي تهدد المشهد السياسي ونحن نقترب من استحقاقات بالغة الاهمية والخطورة سواء في الانتخابات الرئاسية أووضع الدستور لتكتمل المرحلة الانتقالية وتبدأ المسيرة الفعلية نحو بناء مصر الجديدة التي ننشدها. بداية يجب توضيح اسباب توجيه الخطاب لجماعة الإخوان وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة, فهناك الاغلبية البرلمانية التي لايمكن تجاهل دورها ومسئوليتها التاريخية في استقرار وقوة السلطة التشريعية بكل ما يعنيه ذلك من استكمال القوانين والتشريعات اللازمة للقضاء علي الفساد حتي يمكن التفرغ لمرحلة البناء القادمة, وهذا يدعونا الي معالجة الاخطاء التي وقعت دون نسيان ان هؤلاء النواب قد جاءوا بالفعل بارادة شعبية حرة ومن خلال انتخابات شهد بنزاهتها العالم, وترديد بعض الأقاويل المشككة في قدرة البرلمان لا تخدم حاضر مصر ومستقبلها بأي حال من الأحوال وانما يكون المطلوب الدخول لفوضي وفراغ لن يقبل به المجلس العسكري الذي يتحمل الأمانة والمسئولية ويحمي الوطن من مثل هذه المخططات. لست من الاخوان ولكني ضد محاولات افشال المشهد بأسره علي خلفية أخطاء جسيمة وحقيقية لا ينكرها أحد ويدفع الأخوان والحزب الثمن فادحا من رصيدهم في الشارع, لذلك تبقي المبادرة التي دعونا اليها قبل ايام هي المخرج المشرف حينما تعلن الجماعة صراحة انسحابها من سباق الرئاسة لتعود الامور كما كان مقررا لها وفي ذات المبادرة يتخلي اعضاء البرلمان من الاسلاميين عن عضوية لجنة الدستور مفسحين الطريق امام بقية اطياف المجتمع المصري للمشاركة. المبادرة تهدف الي ازالة المخاوف المشروعة من محاولات الهيمنة علي كل مؤسسات الدولة وهو ما يتناقض تماما مع روح الثورة التي قامت بها الملايين ولم ترفع وقتها شعارات حزبية ولم يكن واردا أبدا أن تتحول الصورة الي صراع مبكر علي السلطة في الوقت الذي تتعرض فيه السفينه المصرية الي اهتزازات عنيفة ومكائد ومخططات خبيثة لا تحتاج الي أدلة. والسؤال الآن.. ماذا ينتظر الإخوان ؟ [email protected]