نقول كمان لمن لا يريد أن يسمع أو ينظر لما حوله, الفارق الوحيد بين ما حدث بمصر وما يجري حولنا هو الجيش المصري, ولولاه لأصبحنا مثل ليبيا واليمن وسوريا والعراق. ولا نبالغ إذا وضعنا الصومال أيضا كما يتمني الأعداء لنا من تفتيت وانقسام, إنها الحقيقة الناصعة التي يتفق عليها الجميع من كل القوي والأحزاب المتنافسة علي الساحة السياسية والتي تدرك قبل غيرها الموقف التاريخي الذي اتخذته المؤسسة العسكرية منذ اللحظات الأولي للثورة مما أدي إلي حميتها ونجاحها بالصورة المشرفة التي أبهرت العالم ونالت إعجابه, كما تدرك هذه القوي والأحزاب المتنافسة قبل غيرها حجم الأمانة والمسئولية الهائل الذي تحملته قواتنا المسلحة الباسلة وسط أوضاع بالغة الخطورة والصعوبة, حينما حدث الغياب الأمني وأصبحت البلاد مفتوحة علي مصراعيها أمام المتربصين بها من الداخل والخارج وما أكثرهم في الوقت الذي توقف فيه الاقتصاد تماما وبدت واضحة نذر الفوضي في الشارع مما تتطلب نزول القوات والمعدات إلي الميادين والشوارع في المدن لحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة ولاتزال علي مهامها حتي الآن. هل يجوز بعد ذلك المزايدة علي هذا الدور البطولي الذي يضيف صفحات جديدة للتضحيات التي تتحدث عنها الحروب وتؤكدها اليقظة التامة لحماية مصر ممن تسول له نفسه الاعتداء عليها أو المساس بحبة تراب واحدة من أرضها علي الرغم من تطاير الشرر القادم وتصاعد العنف في الدول المجاورة الأمر الذي يستوجب أقصي درجات الاستعداد لحماية الحدود من عمليات التسلل والتهريب المتوقعة. وعندما يحذر المجلس الأعلي للقوات المسلحة من مخططات تستهدف استقرار المؤسسة العسكرية وافساد العلاقة بين الجيش والشعب وإحداث انفلات أمني فإن هذا هو الخط الأحمر الذي يجب علي كل مصري عدم السماح بتجاوزه مهما تكن المبررات والأسباب والقضايا التي يكثير تداولها هذه الأيام. عن أي وطن نتحدث وعن أي خيارات سياسية واقتصادية وعن أي طموحات لبناء جديد وشامخ تستحقه مصر إذا نجحت تلك المخططات لا قدر الله ووجدنا أنفسنا في هاوية سحيفة لا نهاية لها. وهذا لن يحدث ولن يكون, فقط نقول: اللهم احم مصر من بعض الأبناء والأشقاء والأصدقاء, أما الأعداء فجيشنا الباسل كفيل بهم. muradezzelarab@hotmailcom