العودة إلي ميدان التحرير هذه المرة تذكرنا بأيام الثورة الأولي من حيث الحشود الجماهيرية والحماس البالغ والخوف علي الثورة, وتبقي المسئولية الملقاة علي القوي والجماعات السياسية التي أدي اختلافها وتفرقها وصراعها المبكر علي السلطة إلي وجود شروخ وانشقاقات يجري العمل الآن علي معالجتها, وأن الأمر يتطلب في تقديري إطلاق مبادرة واضحة المعالم ومحددة الأهداف من جماعة الإخوان المسلمين وجناحها السياسي حزب الحرية والعدالة, وكذلك بقية أحزاب التيار الإسلامي. هذه المبادرة تعيد التوافق والتوازن بين جميع القوي وتعالج المخاوف المترتبة علي سلوك المرحلة السابقة عندما تجاهلت الأغلبية الدعوات المتعلقة بالجمعية التأسيسية للدستور, إضافة إلي محاولة تشكيل الحكومة والترشح للرئاسة مما أعطي مؤشرات سلبية للرأي العام بوجود توجه للهيمنة علي جميع مؤسسات الدولة وبما يخالف روح ميدان التحرير حينما شارك الجميع في الثورة, وبالتالي لا يحق لجماعة أو حزب حصد واحتكار مواقع المسئولية مهما تكن المبررات. ومثل هذه المبادرة من شأنها تنقية الأجواء علي الساحة ويفسح المجال لتسليم المجلس العسكري الأمانة والمسئولية في الموعد المقرر نهاية يونيو. وهكذا تعود إلينا بالتزامن مع حشود ميدان التحرير صور التلاحم بين الجيش والشعب تماما كما حدث أيام الثورة الأولي, وفي كل الأحوال, فإن الثقة كاملة في أن المجلس العسكري الذي تعهد بتنفيذ الإرادة الشعبية سيجد في رسائل ميدان التحرير وبقية ميادين مصر الإجابة عن كل التساؤلات المطروحة, وحتي تتردد في جنبات الميدان هتافات الجيش والشعب.. إيد واحدة.