يعود ميدان التحرير الي واجهة الاحداث بوصول الحشود الجماهيرية الي المعدلات التي تذكرنا بأيام الثورة الأولي, ونستطيع أن نضيف لذلك المشهد مجموعة من الدروس المستفادة التي ينبغي علي المشاركين بصرف النظر عن الانتماءات السياسية والحزبية استيعاب الثمن الفادح الذي دفعته مصر كلها نتيجة التكالب المبكر علي غنائم وهمية لا معني لها اذا بقي الوطن اسيرا لمفاهيم الماضي التي تترك المجال لسيطرة فريق أو حزب أو جماعة علي مؤسسات الدولة. نعم ينبغي علي الجميع طرح السؤال الذي يقودنا لمعرفة أسباب الانصراف عن الميدان عندما بدت لبعض القوي غنائم الانتخابات البرلمانية وتحويل الاغلبية الي سلاح يوجه لباقي القوي السياسية بهدف فرض الأمر الواقع والرأي الواحد بعيدا عن كل المعاني التي عبر عنها ميدان التحرير والانصهار الكامل فيه حيث اختفت النعرات الحزبية والطائفية وظلت مصر وحدها في الميدان. لقد طلبنا علي مدي الأيام الماضية من الأحزاب والقوي السياسية أن تتحمل المسئولية الكبري في اتمام الخطوات الأخيرة للمرحلة الانتقالية وهذا لن يتأتي اذا استمر الصراع والتكالب ومحاولات الاقصاء لبعض الأطراف لحساب البعض الآخر. وصدقا نقول ان صيحات الجماهير اليوم في التحرير وبقية الميادين المصرية يجب ان تكون سببا للمراجعة السريعة والفاصلة حتي يبدأ الحوار والتوافق لكسر حالة الجدل السائدة الآن ولتكن هناك مبادرات حقيقية تفسح الطريق لوضع الدستور ولاجراء الانتخابات الرئاسية الحاسمة في التاريخ المصري. صوت الجماهير اليوم يرسل رسائل واضحة لكل من يعنيه الأمر خاصة وأنه يصدر من المكان الرمز الذي يعني ببساطة أن الثورة مستمرة ولن تقف قبل تحقيق أهدافها كاملة غير منقوصة.