اذا استمرت المؤشرات الحالية حتي نهاية المراحل الثلاث للانتخابات البرلمانية, فان التوقعات تشير لثورة عارمة داخل الاحزاب الخاسرة يقودها الشباب ويدعمها الحكماء. بداية لابد من الأخذ بالتقليد الديمقراطي الذي يفرض علي رئيس الحزب الخاسر تقديم استقالته فورا وليس البحث عن اسباب ومبررات تضع المسئولية علي الآخرين ومحاولة تشويه المشهد الانتخابي لمجرد الاستمرار في موقعه, وقد يكون صحيحا وهو بالفعل كذلك وجود اخطاء وملاحظات تستدعي التحقيق فيها, ولكن عدم حصول بعض الاحزاب القديمة والكبيرة والعريقة يحتاج ليس فقط إلي المراجعة وإنما إلي ثورة حقيقية. وبصراحة كاملة نقول ان الاداء الفردي يعد السبب الاساسي والرئيسي لهذه النتائج تماما كما يحدث في الانظمة الشمولية التي تعتمد علي رؤية الرئيس صاحب القرار الاوحد, وبنفس الصراحة نضيف ان هذه الاحزاب كانت لديها فرصة تاريخية واستثنائية لكسب مواقع متقدمة, وان تتنافس علي المراكز الاولي اذا ما تهيأت مبكرا للمعركة الانتخابية من خلال الوجوه الجديدة القادرة علي التفاعل مع الجماهير والخروج بخطاب جديد لايعتمد فقط علي اخطاء الآخرين, ولكن بالتركيز علي ما يستطيع الحزب تقديمه لعلاج هموم الناس وتلبية احتياجاتهم والوجود الميداني معهم, ومن ثم طرح البرامج والخطط الكفيلة بتحقيق طموحاتهم وأمانيهم حاضرا ومستقبلا. لقد دفعت تلك الاحزاب ثمنا فادحا نتيجة بقاء قياداتها لسنوات طويلة تذكرنا بالماضي والأغرب من ذلك انها تتحدث عن القضايا المستقبلية بلغة لم تعد مقبولة أو مفهومة من الجماهير المتطلعة لعصر يختلف عن السابق ويطوي صفحات الصفقات وتبادل الاتهامات والاكتفاء برفع الشعارات. والمنطلق مما ندعو ونقول اننا في أشد الحاجة لهذه الاحزاب اليوم وغدا لان وجودها يمثل أساس الممارسة الديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة وكلها أهداف تخاصم احتكار جماعة بالاغلبية وحتي لانكرر التجارب المشئومة. وأغلب الظن وهو هنا ليس اثما ان التفاعل قد بدأ بالفعل داخل هذه الاحزاب, وان الاستعدادات قائمة للمحاسبة, والتغيير في أسرع وقت بعد اكتمال مراحل الانتخابات والوصول إلي المحطة النهائية وساعتها ستكون الكلمة للشباب والحكماء للحفاظ علي الحزب.. تاريخه ومستقبله. [email protected]