ضاقت علي أم الرزق الدنيا بما رحبت وتقطعت بها السبل وشعرت وكأنها لا تنتمي إلي هذه الأسرة وهي التي أعطت لسنوات مديدة بسخاء وبذلت كل ما في وسعها حتي يكبر أبناؤها وتجني ما زرعت فيهم من تربية ويكون خير حصاد. ولكنها فوجئت بأن كل ما تمنته وتنتظره ينقلب من حلم جميل إلي كابوس مفزع يحول حياتها إلي جحيم ويقلبها رأسا علي عقب لتجد نفسها حبيسة المنزل تشكو هم وحدتها لنفسها لإنشغال أسرتها عنها, حتي حاولت الخروج من دائرة الوحدة واللجوء إلي صديقتها والتي كانت الحائل الوحيد بينها وبين إصابتها بحالة من الاكتئاب النفسي الذي كان يطبق علي أنفاسها. ذهبت أم الرزق إلي منزل صديقتها الوحيدة لتشكوا لها ما بها من هم وحزن علي اهمال أسرتها لها وحاولت صديقتها إخراجها من حالتها النفسية السيئة, حيث طرأت علي ذهنها فكرة تمكن رفيقتها من لفت أنظار أسرتها لها وهي أن تدعي إختطافها علي أيدي مجهولين وتطلب فدية مالية حتي تجبرهم علي الاهتمام بها وعدم تركها وحدها بعد ذلك. توجهت أم الرزق لشراء احتياجاتها مستقلة سيارة خاصة يقودها سائقها الخاص وعقب الانتهاء من جولة التسوق قامت باستيقاف سيارة أجرة واستقلتها بمفردها وانصرفت, وتوجهت إلي منزل صديقتها بعين شمس وطلبت منها مساعدتها في خطتها, حيث نجحتا في اقناع ابن صديقتها بلعب دور المجهول الذي اختطفها. وذات يوم تلقي زوجها صلاح رئيس مجلس إدارة احدي الجمعيات اتصالا تليفونيا علي هاتفه المحمول من هاتف والدته تحدث خلاله أحد الأشخاص وطلب منه300 ألف جنيه نظير إطلاق سراحها. بدأت أسرتها في تدبير المبلغ المطلوب لانقاذها, ولكنهم اتفقوا علي إخطار الشرطة. وكان اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي بلاغا من أيمن24 سنة باختطاف والدته المدعوة أم الرزق عقب قيامها بشراء بعض الاحتياجات المنزلية من سوبر ماركت بشارع خالد بن الوليد بمساكن الشيراتون دائرة القسم وبأن والده قد تلقي اتصالا تليفونيا علي هاتفه المحمول من هاتف والدته تحدث خلاله أحد الأشخاص وطلب منه300 ألف جنيه نظير إطلاق سراحها. تم تشكيل فريق بحث وأثبتت التحريات ان المتغيبة تقيم لدي احدي صديقاتها بعين شمس وعقب تقنين الاجراءات تم تفتيش مسكن الأخيرة وتبين وجود أم الرزق وبمناقشتها قررت أنها توجهت إلي صديقتها بمحض ارادتها وطلبت منها الإقامة لديها لمرورها بحالة اكتئاب وشعورها بالضيق وافتعلت خطتها لرغبتها في زيادة اهتمام أهلها بها وفي سبيل ذلك طلبت من ابن صديقتها شريف ومقيم بذات العنوان الاتصال بزوجها وطلب مبلغ الفدية المشار إليه. تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة التي تولت التحقيق.