أصبح من المؤكد أن هذا العام سيكون عاما سيئا على اللاجئين والمهاجرين السوريين وعلى المهاجرين العرب والمسلمين عامة فى ألمانيا، فمنذ بداية الدقائق الأولى لهذا العام، جرت أحداث فضيحة كولونيا وتتطورت تداعيات هذه الفضيحة من سيئ إلى أسوأ بالنسبة للاجئين والمهاجرين العرب والمسلمين فى ألمانيا عموما. فقد كشف اليوم الإثنين رالف ييجر وزير داخلية ولاية الراين فيستفاليان – والتى تتبعها مدينة كولونيا – أمام لجنة برلمانية خاصة ما كان يخشاه كل المتعاطفين مع اللاجئين فى ألمانيا وهو أن بعض اللاجئين ضالعون فى أحداث فضيحة كولونيا. وأوضح الوزير فى تقريره المفصل حول الأحداث: أقوال الشهود وتقارير الشرطة المحلية واستنتاجات الشرطة الفيدرالية تشير جميعها إلى أن منفذي هذه الجرائم قادمون جميعهم تقريبا من دول أجنبية، وزاد: هناك العديد من الدلائل تشير إلى أن الأمر يتعلق بأشخاص من شمال إفريقيا ومن العالم العربي.. وكما أن هناك بين المشتبه بهم الآن لاجئين أتوا إلى بلادنا العام الماضي". ووصف ما حدث قائلا: حوالي ألف شخص تجمعوا ليلة رأس السنة أمام محطة قطارات كولونيا الرئيسية وبينهم العديد من اللاجئين، ووقعت صدامات واعتداءات بينها اعتداءات جنسية، قبل أن يتم إخلاء المكان، إلا أن الحشد عاد إلى التجمع مجددا وتم ارتكاب أعمال عنف أخرى. وفى سياق التطورات السيئة لفضيحة كولونيا، أعلنت الشرطة المحلية أن عدد البلاغات التى تلقتها من الضحايا ارتفع إلى أكثر من 500 شكوى كما تعرض اليوم عدد من الأجانب – 5 باكستانيين وسورى للضرب العنيف من قبل مجموعة من الشبان الألمان فى مدينة كولونيا ونقل اثنان منهم إلى المستشفى لتلقى العلاج. كما أكدت الشرطة أنها اعتقلت اليوم أحد اللاجئين لصلته بجهاز هاتف محمول كان قد تم سرقته من أحد ضحايا ليلة رأس السنة، وتم وضع 19 من الأجانب على لائحة المشتبه بهم. وعلى صعيد الأحزاب والسياسيين الألمان خسر اللاجئون تعاطف ثانى أكبر حزب فى ألمانيا وهو الحزب الاشتراكى الديمقراطى حيث طالب زيجمار جابرييل زعيم الحزب ونائب المستشارة ميركل بتقييد حرية انتقال اللاجئين من مدينة إلى آخرى وتحديد أماكن إيوائهم، وشدد على ضرورة حصرهم فى أماكن إيواء بعيدا عن المدن الكبيرة. وقال فى تصريحات للقناة التليفزيونية الألمانية: على الدولة أن تفرض لاحقا أماكن سكن محددة يتعين على طالبي اللجوء واللاجئين المعترف بطلبات لجوئهم الإقامة فيه. وتابع: إن هناك حاجة لمثل هذه الخطوة "وإلا سينتقل طالبو اللجوء واللاجئون الذين تم قبول طلبات لجوئهم، إلى كل المدن الكبرى، محذرا من أن ذلك قد يؤدى إلى صعوبات وسيكون لدينا مشاكل جيتو حقيقية. أما وزير داخلية المانيا فقد حاول جاهدا فى تصريحات صحفية اليوم أن يوقف موجة المد التحريضى المتصاعدة ضد اللاجئين والمسلمين فى ألمانيا والتى ارتفعت بشكل خطير فقال: أن وقوف أجانب وراء اعتداءات كولونيا لا يجب أن يقود إلى التشكيك بشكل عام في كل اللاجئين والمهاجرين، ولكن الوزير الذى يعتبر منصبه سياسيا فى المقام الأول لم يحاول أن يغرد بعيدا عن المزاج العام الألمانى. وأردف قائلا: من الضرورى الموافقة على تشريع جديد أكثر صرامة لمعاقبة الجناة مضيفا أن ألمانيا لا يمكنها تحمل مناقشات طويلة ومثيرة للخلاف بشأن تعديلات لهذا التشريع. وهو يقصد تشريع ترحيل اللاجئين الذين يثبت تورطهم فى مثل هذه الأحداث والذى صار مطلبا شعبيا تتبناه كل الأحزاب والسياسيين فى ألمانيا حتى المستشارة ميركل نفسها.