واصلت وسائل الإعلام الألمانية اليوم الأحد، تغطيتها لتداعيات فضيحة التحرش بالنساء في رأس السنة بكولونيا، فيما تصاعدت حملات الأحزاب والجماعات اليمينية المتطرفة، لاستغلال الحدث فى الضغط على المستشارة ميركل وحكومتها لتغيير سياستها المرحبة باللاجئين. وارتفعت الأصوات من مختلف الاتجاهات السياسية والحزبية الألمانية المطالبة بترحيل اللاجئين المتورطين فى الفضيحة فورا من ألمانيا. ونسبت صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار فى عددها الصادر اليوم، إلى وزير العدل الألمانى هايكو ماس قوله بأن أحداث الفضيحة ليست عفوية وإنما تم التخطيط لها مسبقا. وأوضح الوزير الذى ينتمى للحزب الاشتراكى الديمقراطى فى تصريحاته: إنه عندما يتجمع مثل هذا الحشد لخرق القانون، يبدو هذا الأمر مخططا له بشكل من الأشكال. وتابع "لا أحد يمكنه إقناعي بأن ما حصل لم يكن مدبرا ومخططا له، علينا أن نوضح بسرعة كيف تصاعدت الاحداث ووصلت الى هذه الدرجة". ووصفت بيانات الشرطة وأقوال شهود العيان ما تم فى مدينة كولونيا ليلة رأس السنة بأن مجموعات من السكارى الذكور يصل عددهم نحو ألف أو أكثر من ذوى الملامح العربية تحرشوا بنسوة من أهل المدينة أمام محطة القطارات الرئيسية وأبلغ بعض النسوة بعد ذلك عن تعرضهن للسرقة والعنف الجسدى، فيما أبلغت اثنتان عن اغتصابهما من قبل المتحرشين. وتكثف الشرطة من إجراءات البحث والتحرى للتوصل إلى معلومات وقرائن تدين بعض المشتبه بهم حتى الآن وتم تشكيل فريق بحث من حوالى 100 من كوادر شرطة كولونيا لهذا الغرض، وذكرت الشرطة أنها تلقت حتى الآن، 379 شكوى متعلقة بأعمال العنف ليلة رأس السنة في كولونيا، منها 40% اعتداءات جنسية بينها حالتا اغتصاب. وذكرت متحدثة باسم شرطة كولونيا اليوم الأحد "هناك اعتقالات وسنواصل ذلك أن الشرطة زادت من عدد أفراد الدوريات وسنحدد بعدها ما إذا كان هؤلاء الأشخاص شاركوا أم لا في أحداث ليلة رأس السنة". وكانت شرطة كولونيا قد ذكرت فى بيانات أولية حول أحداث الفضيحة، أن المشتبه بهم "جاءوا في الأغلب من دول في شمال أفريقيا" وفى بيانات تالية قالت إن التحقيقات "تنصب في أغلبها على طالبي اللجوء والأشخاص الذين يقيمون في ألمانيا بصورة غير قانونية، إلا أن وسائل الإعلام المحلية اتهمت رئيس شرطة المدينة بأنه أخفى متعمدا، جنسيات المتورطين فى الأحداث وتم وقفه عن العمل أمس مؤقتا، إلى حين انتهاء التحقيقات. ومن المقرر أن يقدم جهاز شرطة المدينة غدا الإثنين، تقريرا مفصلا عن آخر ما توصل إليه من معلومات حول الأحداث لبرلمان ولاية الراين فستفاليان والتى تتبعها مدينة كولونيا فى جلسة خاصة سيتم عقدها لمناقشة الفضيحة. ونظمت جمعيات نسوية وجماعات يمينية مظاهرات متفرقة فى كولونيا للمطالبة بسرعة تقديم الجناة للقضاء وطردهم من البلاد بعد إدانتهم. كما زادت لهجة التحذير من اللاجئين العرب والمسلمين الذكور فى وسائل الإعلام الألمانية وضرورة تعليم المهاجرين منهم آداب التعامل مع النساء والقيم الألمانية التى تعتبر التحرش الجنسى بالنساء جريمة مشينة. هذا وقد فضت شرطة كولونيا مظاهرة قبل ان تبدأ مساء أمس، نظمها أعضاء جماعة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب والمعروفة اختصارا باسم "بيجيدا" وذلك عندما بدأ بعض المتطرفين الاعتداء على رجال الشرطة.