خصصت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية افتتاحيتها للشأن المصري بعنوان "الهاوية المصرية". وقالت الصحيفة: إن محمد مرسي وصل إلى الرئاسة من خلال انتخابات حرة قبل سنة، وإنه تعهد بأن يكون رئيسا لكل المصريين، لكنه أخلف وعده، تحت تأثير جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، وانتهج سياسات فرقت الشعب، وبالنتيجة فالشارع المصري الآن يغلي ويمور بالاحتجاجات. ويتوقع أن تجتاح الاحتجاجات التي تنظمها المعارضة التي تطالب برحيل مرسي أنحاء مصر في الغد، ويتوقع اندلاع أعمال عنف مع تهديد الجيش بأنه لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى البلاد "تدخل في نفق مظلم". الانتقال من الديكتاتورية الى الديمقراطية عملية معقدة بلا شك، تقول الصحيفة، ولم تكن مهمة مرسي سهلة، فقد ورث نظاما انهار فيه الأمن العام، وبدلا من توحيد الشعب والاستناد على شعب موحد ارتأى هو وجماعته الاستئثار بالسلطة والسيطرة على المؤسسات، كمؤسسة القضاء مثلا. وترى الافتتاحية أن الخطوة الوحيدة التي أقدم عليها مرسي ونالت رضى الناس وكسب بها احترامهم كانت تنحيته جنرالات الجيش انقلبت عليه في النهاية، لأنها أفقدته حظوتها عند قادة الجيش وأفشلت تحالفا محتملا معهم. وترى الصحيفة أن مرسي واجهة لحكم جماعة الإخوان المسلمين التي تدير حكومة موازية، وبذلك يصبح رهينة في أيديهم بدل أن يتحمل مسئوليته أمام الشعب ككل.