* د. عبد الله الفضلي أيها المصريون : أعيدوا الابتسامة إلى مصر العروبة التي تعودنا عليها نعم لقد عشنا مع مصر وفي مصر وقضينا من أعمارنا فيها وبين أهلها سنوات طويلة طلباً للعلم والمعرفة في جامعاتها العريقة ولم نشعر يوماً من الأيام أننا غرباء عن مصر بل كنا نعتبر أنفسنا وكأننا مصريين وكنا نفرح لفرح مصر ونغضب لغضب مصر ونحزن لحزن مصر ونعادي من يعادي مصر ونصادق من يصادق مصر . وكان شعار مصر الدائم مرفوعاً في كل مداخل مصر ((ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)) ولا نريد أن يتحول الشعار إلى عكس ذلك أن ندخل مصر خائفين وهذا الشعار كما نعلم جميعاً هو عبارة عن آية قرآنية كريمة خص الله بها مصر الآمنة المستقرة . فنحن حينما نشاهد زعماء وأعلام ونجوم وعلماء مصر من خلال الأفلام السينمائية أو المسلسلات التلفزيونية أو من خلال الأفلام التسجيلية والتاريخية وما قاموا به من أدوار تاريخية وسياسية وبطولات عسكرية وإنجازات رياضية وأدوار وطنية ودينية واجتماعية وثقافية وفنية وإنجازات علمية وطبية وهندسية ومعمارية , كل ذلك قد انعكس على الأمة المصرية والأمة العربية والإسلامية ورفع من شأنها بين الأمم وأن الجميع قد اقتدوا بمصر وبزعماء مصر الوطنيين وبجيش مصر البطل كما تأثروا بفن مصر وبالفنانين المصريين وما قدموه للأمة العربية من أدوار رفيعة الأداء والمستوى والاقتدار في مجالات الفنون المسرحية والمسلسلات الدينية والتاريخية والأفلام المتنوعة التي حققت نجاحاً جماهيرياً على مستوى العالم العربي والإسلامي بالإضافة إلى الغناء والطرب الأصيل والراقي وأصبحت تلك الأعمال الفنية الراقية جزءاً من تاريخ مصر وإبداعات مصر وفنانيها وممثليها من الجنسين جيلاً بعد جيل , ومهما تقادمت الأيام والسنين فإن الفن المصري والإبداع المصري سيظل خالداً جيلاً بعد جيل كما سيظل مدرسة لكل الأجيال القادمة ينهلون من منابع وإبداعات الفن المصري والغناء والطرب والموسيقى إلى ما شاء الله . إن الإبداع المصري الضخم يستحق أن يسجل ويدون في موسوعة أشبه بخطط مصر للجبرتي . إن مصر أيها المصريون لم تشتهر عبر التاريخ بإخوان الشياطين أقصد بالإخوان المسلمين إخوان العنف والتدمير وإنما هم الذين شهروا بمصر وأساءوا إلى سمعتها وباتوا نقطة سوداء في تاريخ مصر , فمصر قد اشتهرت بعلمائها الأزهريين الوسطيين البعيدين عن العنف والغلو والتطرف وقد ظل علماء الأزهر دعاة مسالمين وعلى خلق عظيم وانتشروا في قارات العالم يدعون إلى الله وإلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة أما جماعة الإخوان فدعوتهم ومبدأهم وعقيدتهم هي تكوين المزيد من الجماعات المتطرفة في العالم وليس الهدف من تكوين هذه الجماعات هو تعليمهم وتفقيههم في أمور الإسلام وكيفية تطبيق مبادئه في حياتهم الدينية والدنيوية وإنما كان الهدف هو الدخول في فلك هذه الجماعة وتنفيذ خططهم وتحقيق مآربهم التي اشتهروا بها منذ نشأتهم في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي . فمصر قد اشتهرت بقيادات تاريخية وزعماء أبطال كالزعيم سعد زغلول ومصطفى كامل وطلعت حرب والنحاس باشا ومحمد عبده ورفاعه الطهطاوي وطه حسين والمنفلوطي والجبرتي والزعيم عبد الناصر وعبد الحكيم عامر هؤلاء الزعماء الوطنيين هم الذين رفعوا اسم مصر عالياً وكذلك هناك الكثير من الأعلام من الفنانين المبدعين كعبد الحليم حافظ وكوكب الشرق ومحمد عبد الوهاب وزكي رستم وعادل إمام وإحسان عبد القدوس الكاتب والسياسي والفنان فريد شوقي ومحمود المليجي وإسماعيل ياسين ونجيب الريحاني ومحمود شكوكو وشادية وأنور وجدي ونور الهدى وأسمهان وأحمد زكي وفؤاد المهندس وعبد السلام النابلسي وماري منيب ووردة وعبد الباسط محمد عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي وأحمد جبريل ومحمود الحصري ومحمود ياسين ورشدي أباظه والعملاق نجيب محفوظ وجورجي زيدان ووحيد سيف ومحمود شلتوت وعبد المنعم النمر ويحيى حقي ويوسف السباعي ويوسف إدريس وأنيس منصور والعقاد ولطفي السيد وزكي طليمات والزعيم أنور السادات وتوفيق الحكيم ومحمد حسنين هيكل . كل هؤلاء وغيرهم والذين يعدون بالآلاف هم الذين اشتهرت بهم مصر ورفعوا من شأنها وسيظلون في قلوبنا ما حيينا وستظل أجيال المستقبل تتذكرهم وتتمنى لو أنها عاشت في عهدهم وفي زمنهم زمن الفن الجميل . حيث أنه من الملاحظ في السنوات الثلاث الفائتة أن المرح والابتسامة والنكتة المصرية قد اختفت من وجوه المصريين والتي كانت من أهم سمات وصفات الشعب المصري العظيم ويتم تداول القفشات والنكت المصرية على مستوى العالم العربي . فلماذا لا تعيدوا الابتسامة إلى وجوه الناس من المصريين والزائرين لمصر العروبة ولماذا طغت السياسة على كل شيء فحينما يعود أي زائر لمصر من اليمن نسأله كيف مصر وأحوال مصر فيرد قائلاً أن مصر الآن أفضل حالاً بكثير من العامين الماضيين حيث عاد الانضباط والأمن إلى الشارع المصري بعد انفلات أمني وفوضى وبلطجة وتقطع وسلب ونهب وسطو مسلح كل ذلك قد بدأ يتلاشى بعد أن عاد الأمن المصري إلى الشارع وبقوة لفرض الأمن والقانون وإعادة هيبة الدولة بعد أن ذاق المواطن المصري مرارة انعدام الأمن وانتشار الفوضى والبلطجة إلا أن الابتسامة والمرح قد بدأت تتلاشى من وجوه الناس وإن ما يعكر صفو الحياة في مصر هم جماعة الإخوان وما يقومون به من بلطجة وعنف واعتداءات متكررة وتفجيرات واغتيالات وعربدة وفوضى في الجامعات المصرية كنوع من إثبات الوجود والقدرة على التحرك وإرباك المشهد السياسي والعملية الانتخابية الرئاسية القادمة . أيها المصريون أعيدوا الابتسامة والمرح إلى قلوبنا حتى لا تصدأ ويصيبها الملل . * د/عبد الله الفضلي أستاذ بجامعة صنعاء عضو جمعية الإخاء المصري اليمني