لمتابعة انتظام الدراسة.. محافظ شمال سيناء يتفقد «جرادة» بالشيخ زويد    رئيس الوزراء من الأقصر: الدولة تهتم بالتوسع في الكليات التكنولوجية.. صور    شيخ الأزهر يستقبل رئيس معهد «ديا ماليلا» الإندونيسي ووفد طلاب «المعايشة اللغوية»    وزيرة التخطيط تعقد جلسة مباحثات مع نائب رئيس وزراء رومانيا    مدبولى: الهجرة غير الشرعية قضية مشتركة ولا يمكن لدولة مواجهتها بمفردها    استخراج 2218 شهادة استبيان تراخيص بالشرقية    خبراء الضرائب: 6 تعهدات من وزير المالية لبدء مرحلة جديدة مع الممولين    عضو ب«النواب»: استمرار الدولة في تعمير سيناء دليل على تعزيز التنمية المستدامة    إعصار ميلتون.. انقطاع الكهرباء عن 2 مليون مواطن بولاية فلوريدا (فيديو)    أمجد الشوا: غزة تخوض معركة من أجل البقاء على قيد الحياة    التليفزيون اللبنانى: التصدى لقوة إسرائيلية توغلت لرأس الناقورة وتدمير آليتين    تريزيجيه يحضر مع حسام حسن المؤتمر الصحفي لمباراة موريتانيا    "الأرصاد السعودية" تحذر: أمطار وسيول ورياح شديدة ب 8 مناطق بينها مكة والمدينة    مدير التنبؤات الجوية يكشف تفاصيل حالة الطقس.. ويوجه نصائح هامة    مواصفة امتحان الشهر للصفين الأول والثانى الثانوى للعام الدراسى 2025    وزارة الداخلية تقرر رد الجنسية المصرية ل 24 مواطن    الكاتبة الكورية هان كانج تفوز بجائزة نوبل للآداب    ناقد فنى: محمد منير أثر فى مختلف الأجيال..وأغانيه تتميز بصدق المشاعر    الحلقة 20 من مسلسل برغم القانون.. الشرطة تُلقي القبض على أكرم    المنظمات الفلسطينية: حجم المساعدات المقدمة لغزة لا يتجاوز 7% من الاحتياجات    الثقافة تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر بقصر روض الفرج    يوم الجمعة: يوم البركة واستجابة الدعاء وراحة القلوب    محافظ أسيوط يتفقد مستشفى الإيمان العام فى جولة ليلية مفاجئة    إجراء 1274 جراحة مجانية ضمن مبادرة "القضاء على قوائم الانتظار" بالمنيا    "شعار رسمي".. متحدث الزمالك يكشف مفاجأة بشأن عبارة أكبر قلعة رياضية في مصر    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى    توجيه جديد من وزير الإسكان بشأن موعد تسليم شقق سكن لكل المصريين    الشريعي يكشف سبب عدم انتقال كالوشا ل الزمالك    الكشف عن قائد منتخب إنجلترا في غياب هاري كين    محافظ الإسماعيلية: تطور ملحوظ في الخدمات الطبية بمركز المستقبل    حفل استقبال الطلاب الجدد بكلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة جامعة بني سويف    لحاملى ال«Fan ID».. «مصيلحى» يخصص حافلات مجانية لنقل جماهير الاسكندرية لمؤازرة فريقها فى البطولة العربية للسلة ببرج العرب    إعلامي يكشف عن النادي الجديد للقندوسي بعد قرار الأهلي ببيعه    ضبط عنصرين إجراميين في أسيوط بتهمة الاتجار بالأسلحة النارية والذخائر    «الداخلية»: تحرير 698 مخالفة عدم ارتداء خوذة وسحب 1457 رخصة لعدم وجود «الملصق الإلكتروني»    علوم حلوان الأهلية تختتم أسبوعها التعريفي للطلاب الجدد    جيش الاحتلال يعلن اعتراض مسيرة مفخخة أطلقت من غزة نحو إسرائيل    مصرع طفل اختل توازنه وسقط من الطابق الخامس بالعجوزة    المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية: موقف إيران من تصنيع السلاح النووي ثابت ولم يتغير    نائب وزير الإسكان يلتقي ممثلي إحدى الشركات العالمية المتخصصة في تنفيذ وإدارة المرافق    وفاة زوجة الدكتور حسام موافي.. موعد ومكان الجنازة    رئيس هيئة الرعاية الصحية: الانتهاء من إعداد أكثر من 450 بروتوكولًا    جدول مباريات اليوم.. يد الزمالك في إفريقيا.. دوري السيدات.. ومجموعة مصر    السماحة في البيع والشراء موضوع خطبة الجمعة القادمة    نائب وزير التعليم يكشف تفاصيل مسابقات تعيين معلمي الحصص في المدارس    سياسيون: الحوار الوطني مناخ صحي ديمقراطي تشهده مصر تحت رعاية الرئيس السيسي    «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تواصل القصف العنيف على قطاع غزة    أبومسلم: البعض يريد صناعة حالة جدل.. الأهلي والزمالك هما أكبر ناديين في مصر    على مدار يومين.. تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية المصيلحة فى المنوفية    لإسكات الأصوات.. جيش الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين الفلسطينيين    مدحت صالح نجم افتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ال32    تراجع كبير في أسعار مواد البناء: انفراجة جديدة في سوق الحديد والأسمنت    حكم الالتفات في الصلاة.. الإفتاء توضح    ذكرى نصر أكتوبر| «الشهيد الحي»: فقدت قدماي وذراعي وطلبت الرجوع للجبهة    الأمم المتحدة تحذر من هشاشة الوضع السياسي في ليبيا وتدعو لاتخاذ خطوات عاجلة    بسبب «النسيان أو النوم».. حكم قضاء الصلاة الفائتة    بعضهم كرماء وطيبون.. تعرف على أكثر 3 أبراج عنفًا    علي جمعة يكشف عن شرط قبول الصلاة على النبي وأفضل صيغة ترددها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد خميس.. هل تعرفه شاعراً؟
نشر في أكتوبر يوم 10 - 10 - 2010

هناك من البشر نوعان، أولهما: يستطيع تقديم نفسه بشكل يتجاوز مكانته الحقيقية، ولكنه يصبح نجماً أشبه بالطبل الأجوف الذى يحدث أصواتاً هى أشبه بالضجيج المفتعل الذى يخلو من أى إيقاع منتظم يجعلنا نطرب لهذه الأصوات، وثانيهما: من يفضل أن يعيش خلف أستار كبريائه وتعففه وهو بذلك يخسر كثيراً، حيث يظل مجهولاً بينما غيره من أنصاف المواهب يرفلون فى نعيم الشهرة والنجومية، ومن هذا النوع الأخير يأتى الإذاعى الرائد والفنان القدير وقبلهما الشاعر الكبير أحمد خميس.. وهنا لا بد أن أكون صريحاً معك - عزيزى القارئ - فى أن عنوان هذا المقال قد يبدو لك صادما، وذلك لسبب بسيط وواضح وهو أنك ربما لا تعرف أحمد خميس شاعراً أو غير شاعر، وذلك ليس تقصيراً منك أو قصوراً لديك - لا سمح الله - ولكن لأن صاحب هذا الاسم رجل ذو حياء وتعفف، رغم أن الله قد حباه مواهب عديدة وملكات متفردة، وقد استغلها أفضل استغلال واستخدمها كما ينبغى لها أن تستخدم وحقق من خلالها نماذج إبداعية راقية المستوى جعلت كل من يعرفه - على قلتهم - أن يضعوه فى مكانه الصحيح لطليعة المبدعين المصريين فى أكثر من ميدان إبداعى رغم تباين كل منهما عن الآخر واختلاف أدواته الفنية، وذلك طوال عمره الطويل نسبياً «ثلاثة وثمانين عاماً» والذى بدأ بمولده فى الثالث عشر من يناير 1925 وحتى وفاته المفاجئة فى الثانى عشر من أكتوبر 2008 دون مرض يمهد لافتقاده لدى محبيه وعشاق فنه مذيعاً وممثلاً وشاعراً.
وقد التحق أحمد خميس فى أوائل الخمسينيات من القرن الماضى بدار الإذاعة البريطانية مع رفيقى دربه الفنان الكبير محمود مرسى والعالم المبدع الراحل د. يوسف عز الدين عيسى ليحملوا على عاتقهم تأسيس القسم العربى بهذه الإذاعة العريقة وقد تنوعت مجالاتهم فى الفن الإذاعى، حيث كان أحمد خميس مذيعاً مفوها ومحمود مرسى مخرجاً ويوسف عز الدين عيسى مؤلفاً درامياً.. وبعد سنوات قليلة جاء العدوان الثلاثى على مصر (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) فى التاسع والعشرين من أكتوبر 1956 ليتخذ ثلاثتهم قرارا فوريا بالعودة إلى مصر ويصحبهم عزمهم الأكيد للالتحاق بالإذاعة المصرية حتى تتاح لهم الفرصة لخدمة بلدهم الغالى فى هذه الظروف التاريخية والعصيبة - آنذاك - مسخرين إبداعاتهم لخدمة قضايا وطنهم وشحذ همة المصريين لدحر هذا العدوان الغاشم على مصر، وهنا تفجرت المواهب الشعرية لدى أحمد خميس ليصدر ديوانه الأول «رباعيات أحمد خميس» والذى تغنى بأشعاره كبار مطربينا ومنها قصيدة «البعث الجديد» وغناها فريد الأطرش تمجيداً لثورة يوليو فى عيدها السادس، وكذلك رائعة محمد عبد الوهاب الخالدة «الروابى الخضر» والتى اشتهرت بين عامة المستمعين باسم «ليالى الشرق» والتى يقول أحمد خميس فى مطلعها:
ياليالى الشرق هل عادتك أشواق الغناء
فالروابى الخضر تشدو والسنا حلو الرواء
درة الشرق رعاك الله مادام وجود
ورعا شعبا عريق المجد موفور الإباء
فانهلى يا مصر من إشراقة العهد الرغيد
واسلمى يا مصر تفديكى قلوب الأوفياء
وذاعت شهرة هذه القصيدة العصماء ليتخذ منها الإذاعيان وجدى الحكيم وكامل البيطار فى صوت العرب اسما لبرنامجهما ولحنا مميزا له والذى مازالت حلقاته مستمرة حتى اليوم.
وبعد سنوات قضاها أحمد خميس مذيعا بالإذاعة المصرية ليتركها متفرغا لفن أحبه وأخلص له وهو التمثيل والذى حقق فيه نجاحا كبيرا خاصة فى دور الأب ذى المركز الأدبى المرموق وصاحب الخلق القويم لما تحمله ملامح وجهه من وقار وهيبة ومن أدواره مشاركته فى بطولة أفلام «الأيدى الناعمة» و«فجر الإسلام» و«النمر الأسود» وغيرهم كثير تضيق به المساحة، ولكنه رغم ذلك لم يحقق ما يستحقه من شهرة ونجومية هو الأجدر بهما والمستحق لهما عن كفاءة فذة وموهبة قديرة، والسر الوحيد وراء ذلك هو أنه فنان كان يحترم نفسه ويأبى أن يستجدى خبراً فى صحيفة أو لقاء على قناة تليفزيونية.
ونحن إذ نحتفل بذكرى رحيله الثانية بعد يومين فقط، فهل لنا أن نناشد نقابة المهن التمثيلية ونقيبها الدكتور أشرف زكى لتكريم هذا المبدع المحترم فى عيد الفن القادم بعد أن أعاده الرئيس حسنى مبارك فى لقائه الأخير برموز الإبداع المصرى.. نأمل ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.