علي الرغم من مرور أكثر من15 شهرا علي اندلاع ثورات الربيع العربي. ألا أن المتابع لمسيرتها يجد أن اغلبها لم تحقق أهدافها بحياة أفضل لمواطنيها. باستثناء تونس إلي حد ما والمؤسف أن باقي دول الربيع تتهددها بدرجات مختلفة الحرب الأهلية لتتجسد مأساة الثورات في سوريا التي تشهد منذ اندلاع ثورتها انهارا من دماء أبنائها لم تنجح في وقفها النداءات والمبادرات والضغوط والمقاطعة العربية والدولية المخاوف من القادم أعرب عنها مؤخرا المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لتخوفه من تدهور الأوضاع مع فشل خطته ذات الست نقاط لتحقيق الحد الادني من السلام نتيجة عدم إلتزام كل من الحكومة والمعارضة بالوقف الفوري لإطلاق النيران وهو ما يستلزم سرعة وجود قوات أممية لحفظ دماء وأرواح أبناء الشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحياة الحرة الكريمة بثورة سلمية ل لإجراء الإصلاحات التي سرعان ما قوبلت بالعنف والمراوغات وتدخلات المصالح الإقليمية والخارجية. المطالبة بحماية أرواح الأبرياء لا تعني الدعوة ب التدخل الأجنبي لقوات حلف الناتو في سوريا وتكرار مأساتها في ليبيا والتي أدت إلي اشتعال الحرب الأهلية نتيجة تجاوزها لمهمتها من توفير الحماية الجوية إلي القتل والتدمير ودعم المعارضة بكميات كبيرة من الأسلحة في مواجهة سلاح ألقذافي وقبائله وهو ما أدي إلي انقسام ليبيا الثورة إلي 3 ولايات وأكثر بعد إعلان إقليم برقة الحكم الذاتي ومطالبة امازيغ ليبيا في جبل نفوسة دولة القومية الامازيغية الكبري ليدخل غرب العالم العربي في صراعات وحروب جديدة مع البربر من أبناء أوطانه لاقتطاع مساحات من أراضيه لإقامة الدولة القومية الامازيغية. الصورة لا تختلف كثيرا في المشرق العربي الذي يواجه التحركات المكثفة من الأكراد لإقامة دولة القومية الكردية الكبري والتي تقتطع مساحات كبيرة من الأراضي الحدودية في إيران والعراق وتركيا وسوريا. هذا الواقع الذي تعيشه دول الربيع العربي من حروب أهلية قائمة وقادمة إلي جانب مخاطر انفصال القوميات بالإضافة إلي ما تشهده العديد من الدول العربية ألكبري من مؤامرات تقسيمها الي دويلات دينية ومذهبية وعرقية ألا تدعونا الي نوبة بل نوبات صحيان من الجميع حكام ومحكومين لسرعة وقف الحروب الأهلية بتغليب صوت العقل والحكمة خاصة ان المحصلة النهائية خسارة للجميع وتدمير أنفسنا بأيدينا. [email protected] المزيد من أعمدة أمين محمد أمين