ماذا حدث ويحدث في دول الربيع العربي الخمس بعد مرور أكثر من عام علي انطلاق شراراتها؟ هل حققت أهدافها السلمية التي انطلقت بها وتعيش شعوبها حياة أفضل مما كانت عليه خلال فترات الحكم السابقة؟ المؤسف أن دول الربيع جميعا وبلا استثناء تعيش حالة من الفوضي الهدامة.وليست الفوضي الخلاقة كما كان يتوقع لها. المتابع للمشهد التونسي الذي كان سباقا في اتخاذ الطريق التوافقي للتحول من الديكتاتورية إلي الديمقراطية يجد أنهم جميعا لم ينجحوا في تحقيق الحد الادني من مطالب الجماهير خاصة من الشباب الباحث عن عمل منذ سنوات الي جانب مطالب الغالبية المهمشة وهو ما أدي إلي عودة انطلاق المظاهرات الغاضبة والتي قوبلت بالعنف. الصورة لا تختلف كثيرا في مصر الثورة مع غياب الأمن والشفافية والاهم هو عدم تحسن حياة الغالبية من المواطنين مما دفع البعض أمام ارتفاع نسبة البطالة والفقر والارتفاع الجنوني للأسعار إلي الترحم علي الأيام الماضية. في ليبيا ثالث دول الربيع الأوضاع أكثر مأساوية ودموية رغم الثروة النفطية التي تتمتع بها مع محدودية سكانها مما يجعله من اسعد شعوب العالم خاصة بعد التخلص من الحكم الديكتاتوري للقذافي. ولكن للأسف الثروة تحولت إلي نقمة أمام الأطماع الخارجية والداخلية التي حولت ليبيا إلي ساحة للقتال. واليمن الذي كان سعيدا علي مدي التاريخ يواجه نفس مصير أشقائه في دول الربيع العربي من انتشار الفوضي الهدامة وسط مخاوف من اندلاع الحرب الأهلية في شعب يمتلك من الأسلحة المتعددة أضعاف تعداده ويحسب له عدم استخدامها في أزماته السابقة إلا أن لعبة الكر والفر التي تدور رحاها حاليا بين الرئيس السابق ونائبه الرئيس الجديد منصور هادي لا تبشر بالخير في ظل تصاعد الخلافات القبلية والدينية والمذهبية والسياسية. وفي سوريا توقف قطار ربيع الثورات بمحطته الخامسة لتواجه ثورتها السلمية بالعنف الدموي الذي لم يتوقف وما زال مستمرا علي مدي أكثر من عام لم تجد مهخ فيه المبادرات والجهود العربية والدولية.نتيجة صراعات القوي الإقليمية والكبري لتسويق مصالحها علي حساب مصالحنا القطرية والقومية. أمام هذا الواقع المؤلم لشعوب ثورات دول الربيع العربي.هل تتناسي ما قامت به منذ عام وتتراجع وتعتذر لحكامها السابقين ؟ أم تستمر برؤية وفكر جديد يحقق الأهداف السلمية للثورات التي انطلقت مطالبة بحياة أفضل بعيدا عن الأجندات والتدخلات الإقليمية والخارجية التي تعمل علي إشعال الخلافات لتصفية قابيل لأخيه هابيل وتتحقق لها السيادة علي ما سيتبقي لنا من دويلات. [email protected] المزيد من أعمدة أمين محمد أمين