الوضوء عماد الصلاة، ولا صلاة بدون وضوء، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ومن السنن التي نلتزمها في الوضوء مقتدين فيها بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المضمضة والاستنشاق ) ويقول أسامة فخري، من علماء الأزهر الشريف، إن المضمضة في ذاتها لا تفسد الصيام ولا تبطله، وذلك لأن فم الإنسان من حيث تجويفه ليس من الجوف، فالجوف هو الأصل للحكم بإفطار الصائم من عدمه، فإذا وصل شيء إلى الجوف فهو يعني الإفطار، وإن لم يصل شيء من الجوف فالصيام قائم ولا إفطار، وقد حدّد بعض العلماء الجوفَ بأنه يبدأ من مخرج حرف الخاء والحاء في الحلق، فهذا بداية الجوف، ومن هنا وجدنا أنفسنا في حال الشراب للماء فإنه يتجاوز هذا المكان الذي هو الحلق إلى الجوف، وبناء على ذلك فإن مكونات الحلق من الأسنان واللسان وتجويف الفم ليس من الجوف. ويضيف، إذا كنا أثناء الوضوء في حالة المضمضة عندما ندخل الماء في الفم، أو الاستنشاق عندما نستنشق الماء بالأنف، فإنه لا يحدث شيء، والصيام صحيح ما دام لم يتجاوز الماء تجويف الفم إلى داخل الجوف، وبناء على ذلك فعلى كل إنسان أن يفعل السُنة ويلتزمها، ويحاول أن يوافق فعلُه فعلَ النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتمضمض ثلاثًا، ولا يبالغ في المضمضة، وفي مذهب السادة الأحناف وكذلك المالكية وصول الماء إلى الجوف بسبب المضمضة أو الاستنشاق يبطل الصيام، وعلى من يحدث له ذلك أن يُمسك بقية يومه، وعليه أن يصوم يومًا بدلا منه بعد رمضان قضاء كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأشار إلى أن الحنابلة وأيضًا الشافعية قالوا إن وصول الماء إلى الجوف من المضمضة أو الاستنشاق لا يفطر الصائم، وهناك من العلماء من يأخذ برأي السادة الحنابلة والشافعية، تبعًا لقاعدة التيسير وعدم المؤاخذة بالخطأ.