قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن الإنسان يجب أن يستشعر قيمة النعم من خلال الستر والاعتدال، وألا يظهر نعم الله عليه بشكل مبالغ فيه، مضيفا: "الإنسان طالما أن الله قد منح له نعمة، يجب عليه أن يسترها ويستفيد منها بما ينفع الناس، لا ينبغي أن يكون الاستعراض هو الهدف، لأن ذلك قد يجلب الأذى للإنسان". و أوضح العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج "الساعة 6"، المذاع على فضائية "الحياة": أن مشاركة تفاصيل الحياة الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل عرض البيوت أو السيارات، لا تجلب الاستمتاع الحقيقي بالحياة، قائلا: " أما إذا كان الشخص يعرض تفاصيل حياته، مثل بيته أو سيارته، على وسائل التواصل الاجتماعي، فذلك لا يجلب له الاستمتاع الحقيقي بالحياة، الإنسان يجب أن يشعر أنه ليس وحده في هذا الكون، إذا كان الشخص يستعرض ممتلكاته على وسائل التواصل، فإن ذلك قد يعرضه للأذى من الآخرين، لأن الناس قد ينظرون إلى هذا الاستعراض بشكل سلبي". وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى يعلمنا في القرآن الكريم: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}، مضيفا: "عندما تشارك تفاصيل حياتك على وسائل التواصل، كأنك تقول للناس 'تعالوا وشاهدوا'، وهذا قد يعرضك للنقد". ونوه إلى أن المهم هو الأثر الذي تتركه في حياة الناس وليس المظاهر، مستشهدًا بقول الله سبحانه وتعالى: {نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}، موضحًا أن التركيز يجب أن يكون على تقديم رسالة نفعية وذات تأثير إيجابي. ودعا الجميع إلى أن يبدأوا يومهم بنية العطاء والاعتدال، وأن يتذكروا دائمًا أن عطاء الله واسع ولا ينفد.
