دمرت طائرات إسرائيل الحربية من نوع (F16)، فجر السبت الماضى ، منزل الفلسطينى دانيال منصور وشقيقه غالب، المكون من ثلاثة طوابق، فى حى الجنينة وسط مدينة رفح جنوبى قطاع غزة، وحولته إلى ركام وشردت ما يربو عن 60 فردًا من أفراد عائلته فى العراء. وجلست 8 أسر فلسطينية من عائلة منصور، بأطفالها ونسائها فى العراء، بجوار المبنى السكنى المدمر، ينظرون بحسرة ومرارة على مأواهم الذى دمرته الطائرات الحربية، وقضت على ما بداخله وحطمته وحولته إلى ركام ليصبح أثرًا بعد عين. ولم يتبق لهؤلاء المواطنين الفلسطينيين المشردين من منازلهم سوى ملابس يرتدونها، والتى تمكنوا من الهرب بها قبيل القصف بلحظات. وقال حسام منصور، أحد أقارب صاحب المنزل: "اتصل الجيش الإسرائيلى على زوجة عمى فى حوالى الساعة الثالثة فجرًا، وطلبوا منها إخلاء المنزل فى غضون دقيقتين". وأضاف منصور لمراسل "الأناضول": "خرج سكان المبنى بسرعة من المكان، بعد إبلاغهم بالتهديد الإسرائيلى من زوجة عمى، وجميعهم يصرخ لإعلام كافة الجيران بسرعة نظرًا لضيق المدة التى منحهم إياها الجيش الإسرائيلي. وتابع: "كان الخوف والهلع يسيطران على الجميع، خاصة الأطفال والنساء، وصراخهم يملأ المكان، وهم يقولوا: بدهم يقصفوا البيت. وإذ بصاروخ من طائرة استطلاع إسرائيلية بدون طيار يسقط فى المنزل، ويتلوه آخر بعد 5 دقائق، ما دفعنا إلى إخلاء المنازل المجاورة". واستطرد منصور: "بعد نحو 5 دقائق قصفت الطائرات الحربية المنزل بصاروخين من نوع (F16)، ودمرته بشكل كامل، وأحدثت أضرارًا فى المنازل المجاورة وتصدعات بالجدران وحطمت النوافذ والأبواب"، مشيرًا إلى أن العائلة قضت ليلتهم فى العراء. ويعيش فى هذا المبنى السكنى المدمر 6 أشقاء وهم: غالب ولديه 8 أبناء، ونافذ ولديه 10 أبناء، وسمعان ولديه 8 أبناء، وبكر و4 من أبناءه، وتيسير و6 أبناء، وأسامة ولديه 4 أبناء، وجميعهم أضحوا بلا مأوى، بحسب منصور. وقال: "إن سكان المبنى خرجوا بأنفسهم وأطفالهم من منازلهم، دون أن يتمكنوا من أخذ أى شيء من أمتعتهم، لأن الجيش الإسرائيلى لم يمهلهم مدة طويلة، فالمدة التى أمهلهم إياها الجيش لا تكفى سوى كى "تنفذ بجلدك" كما يقال، والتأخر للحظة قد يكلفك حياتك!". بدورها، قالت سهيلة منصور (51 عامًا)، شقيقة أصحاب المنازل المدمرة: "هاتف الاحتلال زوجة أخى دانيال التى تقطن فى منزل مجاور لمنزلى، بعد السحور، والرجال فى الصلاة، وأمهلوها 5 دقائق لإخلاء المنزل". وتابعت منصور ل"الأناضول": "إن أحدًا لم يتمكن من حمل أى شيء من داخل المنزل، سوى الملابس التى يرتدوها، فالأثاث والأمتعة والممتلكات وألعاب الأطفال دمرت بالكامل، وأصبح أشقائى بلا مأوى"، متفاجئةً من حجم الدمار الهائل الذى لحق بالمبنى.