إن معاناة ملايين الخريجين العاطلين الذين ظلوا يعانوا بعد الثورة كما عانوا قبل الثورة لم تتغير أو تنته. فلقد سمع أصوات جميع فئات المجتمع بعد الثورة، أما عن طريق إضراب هذه الفئات أو مظاهراتها واحتجاجاتها أو عن طريق من يمثلهم من نقابات وتم الأستجابة لكثير من هذه الفئات نتيجة لمظاهراتهم وإضراباتهم التى جعلت الحكومات بعد الثورة تستجيب لمطالبهم حتى يعودوا للعمل ويتوقفوا عن الإضراب فى حين وجود ملايين الخريجين العاطلين الذين لا يجدوا عملا يتقاضون عليه أجر أو تصرف لهم الدولة إعانة بطالة رغم علم الحكومة بوجودهم فلم تشغل الحكومة نفسها بسؤال. كيف يعيش هؤلاء؟ فهى لم توجد لهم عملا أو تصرف لهم إعانة بطالة حتى توفر لهم عمل وأى كان تقدير أعداد العاطلين فى مصر سواء كان خمسة عشر مليونا أوعشرة ملايين أو خمسة ملايين أو أى عدد كان فأين نصيب هؤلاء من الدخل القومى حينما لا يكون لهم أجر مقابل عمل أو أعانة بطالة من الحكومة حتى توفر لهم عملا. وأين العدالة الاجتماعية حينما يتم تجاهل هؤلاء الملايين من الخريجين العاطلين. إن حكومات بعد الثورة أصبحت تسير بطريقة ( لى الذراع ) فهى تعطى حقوق من يضرب ويتظاهر أو يكون لهم نقابة تدافع عن حقوقهم أما الخريجون العاطلون من سنوات عديدة لا يسمع أصواتهم ولا يستجاب لهم لأنهم ليس لهم عمل ليضربوا عنه فتسمع أصواتهم وليس لهم نقابة تدافع عن حقوقهم. فنجد أن فى عيد العمال الجميع يتحدث عن حقوق العمال ولا يتذكر حقوق من لم يجدوا عملا. فلم نجد وزارة القوى العاملة تذكرهم أو لديها حصر دقيق بأعداد وأسماء وعناوين ملايين الخريجين الذين لم يجدوا عمل أو الذين فقدوا أعمالهم. فلم نعد نسمع عن شيئا أسمه جواب القوى العاملة الذى كان موجود قبل عصر مبارك. فلقد كان كل خريج يعرف أن من حقه جواب من القوى العاملة إن لم يأته فى هذا العام فسوف يأتيه فى أى عام قادم إلى أن تم قطع الجوابات وتركت وزارة القوى العاملة الخريجين فى مهب الريح لا تعلم عنهم شيئا. ولذلك يجب أن يكون هناك نقابة للعاطلين تدافع عن حقوقهم فى العمل وفى أعانة البطالة حتى توفر لهم الحكومة عمل وتدافع عن حق قدامى الخريجين الذين تخرجوا من سنوات عديدة ولم يتوفقوا فى عمل مستديم أو الذين لم يعملوا أبدا. ولم يصلهم جواب من القوى العاملة التى لا تعلم عنهم شيئا ولا تعرف كيف يعيشون. هل يعملون؟ أم ما زالوا يعانون من البطالة ولا تعرف تعرف القوى العاملة عنوانهم حتى ترسل أليهم جوابا.