اعتبرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، أن الوضع الكارثى فى سوريا لا يعنى فشل ثورات الربيع العربى فى مصر وتونس وليبيا.. موضحة أن هذه الثورات بمثابة المظهر لتغيير هيكلى عميق فى سياسات المنطقة، وتنبأت باستمراره لسنوات عديدة قادمة. ودعت المجلة فى تعليقها على الإنترنت أمس الجمعة، إلى التراجع خطوة للوقوف على كيفية تغيير الصراع السورى على نحو دراماتيكى وجذرى للعالم الذى رسمته ثورات الربيع العربى قائلة، إن" تقييم آثار هذا الصراع الدامى ومناقشة كيفية التصدى له يجب أن يكون جزءًا من الصورة فى الوقت الذى يناضل فيه المجتمع الدولى للتعاطى مع هذا الوضع الكارثى القائم فى سوريا". وأشارت إلى أول خطاب رد به الرئيس بشار الأسد على التظاهرات التى اندلعت بالبلاد فى مارس 2011، معيدة إلى الأذهان التصور الذى كان سائدا عندئذ بأن الرئيس ألقى أحد الخطابات الثلاثة المتبقية على رحيله، على غرار رئيسى تونس ومصر السابقين، وأنه سيحاول إجراء سلسلة من الإصلاحات التى لن ترضى طموح التعبئة الشعبية المتزايدة ثم لن يلبث أن يختفى بعد ذلك إلى الأبد. وأوضحت أنه بعد عامين من الصراع العنيف سقط خلالهما نحو 70 ألفا، لم يعد ثم مجال تحت وطأة هذا الكابوس الثقيل للدعابة أو الأمل فى التغيير السلمى على غرار ما حدث فى تونس ومصر.