اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن الوضع الكارثي في سوريا لا يعني فشل ثورات الربيع العربي.. موضحة أن هذه الثورات بمثابة المظهر لتغيير هيكلي عميق في سياسات المنطقة، وتنبأت باستمراره لسنوات عديدة مقبلة. ودعت المجلة إلى التراجع خطوة للوقوف على كيفية تغيير الصراع السوري على نحو دراماتيكي وجذري للعالم الذي رسمته ثورات الربيع العربي، قائلة: إن " تقييم آثار هذا الصراع الدامي ومناقشة كيفية التصدي له يجب أن يكون جزءا من الصورة في الوقت الذي يناضل فيه المجتمع الدولي للتعاطي مع هذا الوضع الكارثي القائم في سوريا". وأشارت إلى أول خطاب رد به الرئيس بشار الأسد على التظاهرات التي اندلعت بالبلاد في مارس 2011، معيدة إلى الأذهان التصور الذي كان سائدا عندئذ بأن الرئيس ألقى أحد الخطابات الثلاثة المتبقية على رحيله، على غرار رئيسي تونس ومصر السابقين، وأنه سيحاول إجراء سلسلة من الإصلاحات التي لن ترضي طموح التعبئة الشعبية المتزايدة ثم لن يلبث أن يختفي بعد ذلك إلى الأبد. وأوضحت أنه بعد عامين من الصراع العنيف سقط خلالهما نحو 70 ألفا، لم يعد ثم مجال - تحت وطأة هذا الكابوس الثقيل - للدعابة أوالأمل في التغيير السملي على غرار ما حدث في تونس ومصر.