[email protected] بعد أيام قليلة من تولى د. محمد مرسى منصبه كرئيس للجمهورية أدهشنى أحد سائقى التاكسى عندما قال لى إن الرئيس الجديد حقق الكثير فى غضون هذه الأيام، وأبرز ما حققه أن الطعام الذى يأكله أصبح مذاقه حلوا، خاصة الجوافة التى صار مذاقها عسلا! والآن وبعد أن أنهى الرئيس مرسى المائة يوم الأولى من حكمه لا أدرى إن كان هذا السائق مازال يتذوق حلاوة طعم الجوافة أم إنه استعاض عنها بالمانجو التى تحدث الرئيس عن وفرة إنتاجها ورخص ثمنها، لكننى متأكد أن هناك كثيرين من المواطنين العاديين لا يشاركون هذا السائق رأيه وتقديره الايجابى جدا لانجازات الرئيس مرسي.. بل يرون أن هذه الانجازات قليلة ومحدودة، ولا تفى بالوعود التى قطعها الرئيس على نفسه وهو يحث الناخبين أثناء الحملة الانتخابية على منحه أصواتهم. فقد حدد الرئيس لنفسه خمس قضايا وعد بتحقيق انجاز سريع وعاجل فيها تشمل الأمن والخبز والمرور والنظافة والطاقة.. والآن وبعد مرور مائة يوم من حكم الرئيس لم يتحقق الأمن الذى نرجوه، بل لقد انضمت سيناء إلى باقى أراضى البلاد فى فقدان الأمن.. ومعاناتنا مع المرور مازالت مستمرة مثلها كمشكلات الطاقة «سولار وبوتاجاز».. أما رغيف الخبز فلم يطرأ عليه أى تحسن يذكر. وفى ذات الوقت فإن المواطنين عانوا من ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية مثل الخضراوات والأرز واللحوم ومنتجات الألبان، مثلما عانوا من ارتفاع معدلات البطالة وشح فرص العمل الجديدة. فكل ما تم من أجل تجاوز الأزمة الاقتصادية لم يتجاوز حتى الآن نطاق الأمانى والوعود.. فلا استثمارات جديدة جاءت إلينا، ولا تم حتى ابرام اتفاقات تنظم مستقبلا لنا، رغم كثرة وفود رجال الأعمال الأجانب والعرب الذين زاروا بلادنا، ورغم أيضا كثرة الرحلات الخارجية التى نظمت لرجال الأعمال المصريين، وكذلك رغم وفرة التصريحات الرسمية والحزبية التى استهدفت طمأنة المستثمرين المصريين والأجانب والتى تتحدث عن مناخ جديد جاذب للاستثمار. وهكذا.. نسمع ضجيجا وصخبا عاليا ولا طحن فى النهاية.. وربما هذا هو سبب الحديث الجديد الذى انخرطت فيه قيادات إخوانية باسهاب عن التركة الثقيلة التى ورثوها، وعن الورطة المالية التى يدعون أن حكومة الجنزورى وضعت حكومة مرسى فيها، وذلك بالموازنة التى وضعتها، والتى لا تفى بالالتزامات المالية الضرورية، وكأنهم وهم الذين يملكون سلطة التشريع لا يقدرون على تغيير بنود هذه الموازنة كما يشاءون! بل أننا نسمع الآن شكاوى إخوانية يرى أصحابها أن الرئيس مرسى ظلم نفسه حينما حشرها وراء حاجز المائة يوم، بينما المشاكل المصرية عميقة وكبيرة وضخمة وتحتاج لسنوات وليس لأيام لايجاد حلول لها.. ويأتى ذلك بعد محاولات إخوانية سابقة لتمديد فترة المائة يوم وإطالتها، وذلك بالتحايل لارجاء بدايتها من يوم تولى الرئيس مرسى مسئولياته إلى يوم تشكيل حكومة د. هشام قنديل، ثم إلى يوم قرار إحالة المشير طنطاوى والفريق عنان إلى التقاعد. كذلك كثر حديث الإخوان عن العقبات التى توضع فى طريق الرئيس لتعطيله عن تنفيذ برنامجه، وأهمها تلك الاحتجاجات الفئوية من اضرابات واعتصامات زاد عددها مؤخرا.. واتهموا فلول النظام السابق بالتخطيط لهذه الاحتجاجات! لكن فى مقابل هذه الشكاوى والتبريرات الإخوانية لضعف الانجاز فى المائة يوم الأولى من حكم الرئيس مرسى، يطرح البعض أسئلة حول قدرة ورغبة الإخوان فى حل المشاكل المصرية الرئيسية.. فهناك من يرى أن خبرة الإخوان تتركز فقط على ممارسة المعارضة لا ممارسة الحكم، ولذلك تعثروا وارتبكوا ولم ينجزوا شيئا عندما تسلموا الحكم.. بل إن هناك من يرون أنهم مشغولون بتنفيذ خطة تمكينهم سياسيا واقتصاديا أكثر من اهتمامهم بحل مشاكل المجتمع، لأنهم يستثمرون هذه المشاكل فى حصد أصوات الناخبين فى الانتخابات، وهم الآن يستعدون للانتخابات البرلمانية المقبلة!