أسرة الطفل: «الطفل كان بيموت من الصداع ولما استعجلنا الدكتور قال هي الحالة عايزة تموت».. طبيب قصر العيني شاف الأشعة وقال المخ عليه ميه إزاي الدكاترة مادخلهوش العمليات «ربنا موجود، هو المنتقم» جملة تحاول «أم عبد الرحمن» أن تصبر بها قلبها المفجوع في فلذة كبدها الذي قتله طبيب مع سبق الإهمال والاستهتار، والاستهانة بأرواح المرضى، لم يهتز قلب الطبيب ولم يتحرك لإنقاذ طفل، عمره 9 سنوات، تركه يموت ليمارس الألعاب وتصفح الإنترنت والفيسبوك لمدة 3 ساعات، من هاتفه الثمين، غير عابئ بحياة الملاك الصغير الذي يموت بالبطيء على كرسيه المتحرك، ليحترق قلب الأم، التي تعرضت للإهانة، لمجرد أن استعجلت الطبيب المنكب على هاتفه لينقذ ضناها، ليصرخ في وجهها «هي الحالة عايزة تموت أعملها إيه».. الواقعة والمأساة بكل تفاصيلها مهداة لكل مسئول. «سلمى»، شقيقة عبد الرحمن، اكتمل جهازها وانهمكت في إعداد اللمسات الأخيرة لحفل زفافها، قبل أن تتبدل دموع الفرح بأخرى بطعم القهر والحزن وقلة الحيلة، الفتاة اتشحت بالسواد قبل أن ترتدي الفستان الأبيض، تنعي أخاها وهي تسرد التفاصيل بأن شقيقها أصيب بنوبات صراخ شديدة جراء آلام فظيعة في الرأس ولم «سلمى»، شقيقة عبد الرحمن، اكتمل جهازها وانهمكت في إعداد اللمسات الأخيرة لحفل زفافها، قبل أن تتبدل دموع الفرح بأخرى بطعم القهر والحزن وقلة الحيلة، الفتاة اتشحت بالسواد قبل أن ترتدي الفستان الأبيض، تنعي أخاها وهي تسرد التفاصيل بأن شقيقها أصيب بنوبات صراخ شديدة جراء آلام فظيعة في الرأس ولم يستطع النوم كما لم تنفع معه كل المسكنات، فأسرعوا به لأحد مستشفيات الأطفال الشهيرة بالقاهرة، وهناك أكدوا لهم أن عبد الرحمن لا يعاني من شيء وأنه مجرد صداع عادي «شوية ويخف خدوه وروحوا»، وطالبوهم بأخذ الولد والمغادرة، على الرغم من أن الطفل لم يكف عن الصراخ من شدة الألم، حسب قولها.
واستكملت: "مع استمرار الأعراض ذهبنا لمستشفى قصر العيني وقامت طبيبة الاستقبال بالكشف عليه وسط اهتمام كبير بالحالة، وحولته على الفور إلى قسم مخ وأعصاب في قصر العيني ولكن في القصر رفضوا استقبال الحالة بسبب سنه وأبلغونا بالذهاب إلى مستشفى «أبو.ر» والحمد لله ناس بنت حلال وقفوا جنبنا وأجرينا تحاليل لعبد الرحمن عشان العملية". تنساب الدموع من عيون شقيقة الطفل ضحية الإهمال لتضيف: «عدنا لمستشفى الأطفال وكل هذا وعبد الرحمن في حالة صراخ تام من شدة الآلام في رأسه، وجالس على كرسي بعجل ولم يستطع الوقوف فأسرعت إلى الدكتور "ط" وهو إخصائي مخ وأعصاب بالمستشفى، وأبلغته أني انتهيت من إجراء الأوراق المطلوبة من أجل العملية وأخويا بيموت تحت، رد عليا وقالي: إنزلي وأنا جاي وراكي، انتظرنا الطبيب أكثر من 3 ساعات وكل شوية نسأل عليه يقولوا نازل وأخويا بيموت قدام عينينا». تصمت "سلمى" شقيقة عبد الرحمن لتوقف تدفق دموعها قبل أن تعود للحديث مرددة: "الدكتور قعد 3 ساعات يلعب في الموبايل بتاعه وتقريبا كان بيلعب جيمز أو يشوف الفيس وماهتمش بحالة الطفل اللي بيموت من الصراخ والصداع كأنه مش بني آدم وطفل يستحق الرحمة».
«دا غير المعاملة السيئة التي تعرضت لها والدتي في أثناء إقامتها مع عبد الرحمن إهانة فظيعة وفي أثناء حديثي مع الطبيب أبلغتني أمي أخوكي مش بيرد، نزلت أجري برفقة طبيب واكتشفنا إن القلب وقف بسبب تأخر الطبيب المسئول عن الحالة ودخل العمليات والقلب توقف عدة مرات ليموت داخل غرفة العمليات بسبب طبيب ماعندهوش ضمير». هكذ استطردت الأخت في غضب. بغضب ممزوج بالقهر يلتقط سيد والد عبد الرحمن طرف الحديث عند هذه النقطة صارخا: «باكلم الدكتور عشان يلحق يسعف الولد يقوللي هي الحالة عايزة تموت أعملكم إيه، فين الرحمة والدين والمسئولية والضمير؟».
الأب يعود لبداية الأحداث أنه في الثلاثاء مع إصابة ابنه عبد الرحمن بصراخ شديد وعدم قدرته على النوم نهائيا حمله برفقة باقي أسرته متجهين إلى مستشفى قصر العيني بعد فشل العلاج في مستشفى الأطفال، من أجل الاطمئنان على الطفل ودخلنا قسم المخ والأعصاب بالقصر وطلب أحد الأطباء رؤية الأشعة المقطعية الخاصة بمستشفى الأطفال الشهير، وبمجرد النظر إليها بدأت ملامح الطبيب تتغير كأنه رأى شيئا في الأشعة وطلب إجراء أشعة أخرى للتأكد من شيء ما، مضيفا: الطبيب أنكر التشخيص الخاطئ للطفل وقال له «ابنك ماعنهدوش صداع دا عنده ميه على المخ، وكان لازم يعمل عملية فورا، والأشعة بتاعتهم بتقول كد. وطلب العودة للمستشفى الأول لإجراء الجراحة. طوال الحديث ظلت والدة الطفل، منزوية في ركن بالمنزل تعيش ذكريات الفراق مع طيف نجلها عبد الرحمن غير مصدقة رحيله وعذابه فيما تحفظ أذنها صرخاته العالية من شدة الألم لتغافلها الدموع على مدى الساعة: «إحنا كنا بنتحايل عليهم عشان يشوفوا الولد كانوا بيطلعوا بحجج عايزين دم طيب، وأقولهم خدوا مني يقولوا حضرتك أنثي، إحنا عايزين دم من ذكر وحجج أخرى كثيرة»، وأضافت: «بعد إجراء عملية من أجل إزالة ووقف تسريب الميه بداخل المخ، ابني رجله اتجمعت فيها كتل من الدم وبدأت تغييرات في وجهه». لم تستطع الأم استكمال الحديث ليعود الكلام لشقيقته: «بلغونا إن عبد الرحمن مات، أخويا مات في العملية، جلده كان ساقع أوي مات عشان ما اتلحقش وعشان الإهمال والاستهتار بحياة طفل». الأب ممسكا بصورة نجله عاد للحديث أنه يحتسب ابنه عند الله، مطالبا الجهات المسئولة بمحاسبة مثل هذا الطبيب الذي قتل ابنه بالإهمال، كما طالب بالتفتيش على هذه المستشفيات ومراجعة الإهمال الطبي الجسيم داخلها حتى لا تتكرر مأساة نجله عبد الرحمن الذي فارق الدنيا وهو ابن سنوات وكان يمكن إنقاذه في حينها، لافتا إلى أنه حمل ابنه لمدة أسبوع بين المستشفيات في محاولة لإسعافه دون جدوى حتى مات في غرفة العمليات. أنهت أسرة عبد الرحمن حديثها: «حسبي الله ونعم الوكيل، إحنا عملنا محضر يحمل رقم 1535 لسنة 2019 ومش هنسيب حق ابننا، وعملنا مذكرات للنيابة والنائب العام وفيه ناس كتير متبهدلة في المستشفيات الحكومية حرام بجد». اقرأ أيضا مالك اليتيم.. مأساة طفل فقد أمه بسبب «جريمة طبية» في غرفة الولادة