الإهمال والرحمة التي انتزعت من قلوب الكثير من الأطباء في مصر أصبحت ظاهرة تضرب أروقة المستشفيات الحكومية والتعليمية. يوم الاثنين الماضي كنت أحد الشهود علي كارثة تحدث داخل مستشفي القصر العيني التعليمي ، تلقيت اتصالا من أحد الاشخاص يستغيث فيه من الاهمال الشنيع الذي يتعرض له شقيقه،فقال حرفيا: أخويا محجوز في قسم الطوارئ منذ ثلاثة أيام، والدكاتره هنا بلغوني أن أخويا لازم يتنقل الي العناية المركزة والا هيموت ولازم واسطة تنقله ، ده عنده أربع عيال صغيرين مالهمش في الدنيا غير ربنا ثم أبوهم وأنا معرفش حد. بسرعة أجريت اتصالا مع زميلي مصطفي عبده المسئول عن قسم التعليم،والذي أسرع بالتواصل مع مكتب رئيس جامعة القاهرة وطلب منه أبلاغ أسرة الحالة بالتوجه لمقابلة د. أحمد صبحي مدير المستشفي ، وبالفعل أسرع أفراد الاسرة نحو مدير المستشفي وجاءهم الرد : أنتظروا شويه وهنشوف المريض. أكثر من نصف ساعة والاسرة تنتظر نزول الرحمة في قلوب الاطباء ومن يأتي ليجفف دموع الاطفال الاربعة بإنقاذ أبيهم، وفجأة وجدت الاسرة الاب يخرج من غرفة الطوارئ علي أحد الاسرة يدفعه للممرضين فسألتهم الزوجة :أنتم طالعين به علي العناية المركزة؟ فأجابوها : لا.. أحنا رايحين علي المشرحة. حسبي الله ونعم الوكيل.