توقعت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن كارثة سقوط الطائرة الروسية المنكوبة فوق سيناء، ربما توجه "ضربة كبيرة" لقطاع السياحة في مصر، وتضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في "مأزق"، يدفعه للتورط بشكل أعمق في القتال الدائر ضد الجماعات الإرهابية في سوريا. وفي تقرير بعنوان "كارثة يمكن أن تقضي على السياحة المصرية، وتدفع بوتين أعمق في سوريا"، قالت إن سبب تحطم الطائرة الروسية في سيناء ومقتل 224 راكبا على متنها ما زالت غير واضحة، لكن الكارثة دفعت بالفعل شركات الطيران إلى وقف تحليق طائراتها في المنطقة، ما يشكل "ضربة كبيرة" لصناعة السياحة المتعثرة في مصر. وأضافت "وإذا كانت الطائرة أسقطت من قبل مسلحين -حيث زعمت إحدى الجماعات التابعة لتنظيم "داعش" مسؤوليتها رغم أن الخبراء يعتقدون أنه أمر غير محتمل- قد ينجر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل أعمق في القتال ضد الجماعة الإرهابية. وأشارت إلى أنه "لا يوجد أي دليل على أن الطائرة استهدفت في الجو أو أن قنبلة كانت على متنها تسببت في تحطمها، حيث قال خبراء الطيران، وبينهم فيكتور سوروشينكو وهو مسؤول كبير بلجنة الطيران الروسية المشتركة، إن الطائرة انشطرت في الهواء بسبب أعطال ميكانيكية، وأن الحطام تناثر في منطقة واسعة". ونقلت المجلة الأمريكية، عن رئيس الوزراء شريف إسماعيل قوله إن "الخبراء أبلغوه أنه من المستحيل على الإرهابيين في المنطقة- بما في ذلك "ولاية سيناء" المرتبط بتنظيم "داعش"- إسقاط طائرة على ارتفاع أكثر من 30 ألف قدم الذي كانت تحلق عليه طائرة إيرباص A321 عندما تحطمت"، لافتة إلى أن "هذا لم يمنع شركات طيران لوفتهانزا، إير فرانس، وطيران الإمارات، وغيرها من وقف رحلاتها فوق المنطقة، حتى يتم تحديد سبب الحادث". واعتبرت أن هذا يمثل ضربة أخرى لصناعة السياحة في مصر، التي تشكل عنصرا رئيسيا في الاقتصاد المصري، الذي يعاني ركودا منذ سنوات بسبب مخاوف أمنية، حيث ساهمت السياحة في عام 2014، بنسبة 11.3% من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، ووفرت 14.4% من عائدات العملة الأجنبية. ووفقا لمجلس السياحة والسفر العالمي، فإن 1 من بين 9 مصريين يعتمد على العمل في السياحة. ومن جانب آخر، ارتأت "فورين بوليسي" أن مزاعم "داعش" بأنه كان مسؤولا عن الهجوم -حتى لو ثبت أنها غير صحيحة- "يمكن أن تضع بوتين في مأزق، حيث أرسل الرجل الروسي القوي طائرات حربية وقوات إلى سوريا اسميا لمحاربة داعش، إلا أن جيشه قام بدلا من ذلك بقصف العديد من جماعات المعارضة التي تعمل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. ورجحت أن "بوتين يمكن أن يضطر الآن لتكريس المزيد من الموارد لمحاربة داعش، وهي خطوة من شأنها ان تخفض مستوى دعمه للأسد"، لافتة إلى أن "أي تحول روسي سيأتي تماما في وقت تغير إدارة أوباما تكتيكاتها لمحاربة داعش، وبضمن ذلك إعلان الأسبوع الماضي إرسال 50 عنصرًا من قوات العمليات الخاصة الأمريكية إلى سوريا للعمل مع المتمردين هناك، ومساعدتهم على استدعاء (الاتصال هاتفيا) الضربات الجوية.\