•• «أنا أرغب فقط فى ضمان استمرار هذا النادى. عمرى الآن 74 عاما، ولا أحب أن يظل النادى معتمدا علىّ اليوم أو فى حالة رحيلى. أنا رجل محاسب يعرف الأرقام. فى حال رحلت عن الدنيا سيكون هذا النادى مفلسا.. إذا كان الجمهور يرغب فى طرد ملاك الأندية الأجانب، فإن تلك ستكون نهاية الدورى الإنجليزى». •• هذه كلمات المليونير المصرى عاصم علام مالك فريق هال سيتى والذى هاجر مع أسرته إلى بريطانيا عام 1968 لصحيفة الديلى ميل. وقد أنفق ما يقرب من 75 مليون جنيه إسترلينى على الفريق. وصعد به إلى البريميير ليج. وهو فى معركة حاليا مع جماهير النادى التى ترفض تغيير اسم الفريق من هال سيتى إلى تايجرز هال سيتى (نمور سيتى). ويرى علام أن تغيير الاسم مسألة تتعلق بالإعلانات.. وقد أجرى تصويتا مؤخرا عبر التذكرة الموسمية وشارك ثلث الحضور (15 ألف مشجع تقريبا) وقال 2556 مشجعا أنهم مع تغيير الاسم فيما رفض 2517 مشجعا تغيير الاسم. •• أعود بقصة علام مع هال سيتى إلى واحد من مواضيع العصر الماضى بالنسبة لنا، يعنى نحن متأخرون فيه ونتثاءب كالعادة. الامر يتعلق بملكية الأندية، وعلى وجه الدقة ملكية فرق كرة القدم بالأندية. فالأولى شديدة الصعوبة لأن الملكية مختلطة بين الدولة والنادى ومفهومها مختلط فى أذهان الجميع لدرجة التشويش.. ولا أحد يدعو الآن لبيع الأندية، تلك مسألة متروكة لأحفاد أحفادنا فى القرن القادم.. وإنما الحديث عن ملكية فرق الكرة. •• فى إنجلترا يمتلك 12 أو 13 أجنبيا على ما أذكر أندية من ضمن 20 ناديا فى البريميير ليج. والملكية عبارة عن حصص فى كثير منها، فنجد مثلا أن الأرسنال يمتلكه الأمريكى ستان كروينكى، والأوزبكى عصمانوف بجانب مجموعة إنجليز. وكادرديف يمتلكه الماليزى فينست تان، وفولهام ملكية ثنائية بين أمريكى وباكستانى. وتشيلسى يملكه الروسى إبراموفيتش، ومانشستر سيتى يمتلكه الشيخ منصور بن زايد أو أبوظبى القابضة ومانشستر يونايتد يمتلكه الامريكيون جلايزر وآخرون بعد بيع 10% من الأسهم مؤخرا.. فالملكية عبارة عن حصص فى أسهم. وكثيرون فى إنجلترا رفضوا مبكرا شراء الأجانب لأنديتهم. وأسكتت انتصارات يونايتد هذا الرفض فى فترة من الفترات ومع سوء النتائج علت أصوات الاحتجاج ضد الأمريكيين.. •• عندما تساءلت: مين يشترى الأهلى؟ لم أكن أبيع النادى فى ساحة مزادات بلندن. فمن جهة الأهلى كناد لايمكن بيعه وفقا للقانون المصرى، ثم كيف يباع ونحن لانعرف من يمتلكه؟ لكن الممكن هو تأسيس شركة مساهمة لفريق كرة القدم وتقييم الإسم وبطولاته وشعبيته، وتطرح الأسهم لأعضاء الأهلى وجماهيره أولا، ثم تطرح نسبة من الأسهم لرجال أعمال مصريين ولمواطنين مصريين.. (واخد بال حضرتك من كلمة مصريين؟) •• إذا كنتم تريدون صناعة كرة القدم، فهذا هو الفكر القادم من الخلف. مثل هجوم القادمين من الخلف.. وهو فكر قادم من الخلف بمعنى أنه قادم من الماضى أو من بعيد حيث سبقتنا دول كثيرة فى هذا الشأن.. وحين بيعت الأندية الإنجليزية، باتت كرة القدم تدر دخلا يقدر بثلاثة مليارات جنيه إسترلينى من بيع حقوق البث فقط.. وعملية بيع أسهم الفرق المصرية سوف تضخ الملايين فى ساحة اللعبة، فتزدهر الصناعة ونبنى الملاعب ونزيد من فرص العمل وندرك بعد سنوات من «كرة الألم» أو «كرة الندم» كما كان يسميها الكاتب الراحل أنيس منصور أن كرة القدم يمكن أن تكون مصدرا للترويح والبهجة والمتعة.. •• لمن يهمه الأمر: فكروا.. ولا تثاءبوا.. فسوف يكون ذلك هو الاتجاه غدا أو بعد 10 سنوات، وأحلم من 20 سنة (على رأى الفنان حسين رياض) فى أن نسير مرة مع الاتجاه بدلا من هذا السير المخالف فى عكس الاتجاه..