سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأطباء والصيادلة العائدون من غزة يحكون عن يومين تحت النار فى مستشفى الشفاء رأينا جثث أطفال متفحمة ونساء مشوهات ورجالا بترت أطرافهم ومصابين يعودون للمقاومة فور تضميد الجراح
فى مؤتمر بنقابة الأطباء تحت شعار «غزة صامدة»، حكى عدد من الأطباء والصيادلة العائدين من قطاع غزة، أمس الأول، عن تجربتهم تحت القصف الإسرائيلى للقطاع، أثناء مشاركتهم فى مؤتمر للصيادلة العرب، قبل يوم واحد من العدوان، معبرين عن حزنهم واستيائهم من الجرائم غير الإنسانية التى يتعرض لها سكان القطاع، من قتل وهدم للمنازل. من جانبه، حكى عضو نقابة الصيادلة، هانى الإمام، فى المؤتمر الذى استضافته نقابة الأطباء، عن تجربتهم، قائلا: «فى أثناء مشاركتنا فى المؤتمر الأول للصيادلة العرب، الذى كان يهدف إلى فك الحصار على غزة، فوجئنا بأصوات انفجارات عنيفة، تبعتها صرخات وقاذفات تملأ السماء، ثم سمعنا خبر استشهاد مدنيين، وسقوط مئات المصابين، فاتجهنا إلى المستشفى».
ويضيف الإمام «وفى الطريق إلى المستشفى، كانت أشلاء الجثث منتشرة فى كل مكان، فيما كانت بعض السيدات تحمل أطفالهن المصابين، وشاهدنا آثار القصف الذى أصاب المنازل، فتركها أنقاضا فى كل مكان، بينما كان اللهب والشظايا تطارد الناس فى الشوارع».
ويكمل أحد الصيادلة المشاركين فى المؤتمر، إبراهيم مصطفى، سرد المأساة التى عاشها مع زملائه على مدى يومين، قائلا: «عندما ذهبنا إلى المستشفى رأينا جثثا متفحمة لأطفال، ونساء لا يمكن تمييز ملامحهن نتيجة الحروق، ورجالا فقدوا اطرافهم، بينما لم يكن المستشفى مجهزا لاستقبال هذه الحالات، فلم يكن هناك شاش حتى لتضميد الجراح».
ويقول الصيدلى صلاح كريم: «لم نجد المستلزمات لإنقاذ المصابين، وكلما كنا نضمد جراح أحد الأطفال، كان يأتى مكانه طفلان آخران، منهم من فقد يداه، ومنهم من أصيب بجروح شديدة، أو امتلأ جسمه بالشظايا، ولكن رغم هذه المأساة، التى لم تستطع عقولنا استيعابها، رأينا رجالا ونساء أشداء وصامدين، كلما انتهى أحدهم من علاج جراحه، عاد إلى المقاومة».
من ناحية أخرى، قال ممثل نقابة الأطباء، محسن عبدالعليم، إنه «تم إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين وزارة الصحة، ونقابتى الصيادلة والأطباء، بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية، لمتابعة الأوضاع الطبية فى القطاع، حتى توقف أعمال القصف»، مضيفا أنه تم إرسال 3 قوافل طبية إلى معبر رفح، محملة ب50 طنا من الأدوية، بصحبة عدد من الأطباء المصريين والعرب، لتقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطينى.
وفى نهاية المؤتمر، تم عرض أحد المقاطع المصورة من داخل مستشفى الشفاء فى غزة، لرئيس الوفد المصرى للصيادلة، محمد عبدالتواب، وهو يحمل طفلة عمرها 3 سنوات، توفيت نتيجة سقوط أحد الصواريخ بالقرب من بيتها، قائلا «هنيئا لكم أيها العرب، تقتلون أطفالكم بسكوتكم، ما يحدث الآن هو المحرقة».