أثارت نتائج الاجتماع الأخير الذى جمع بين الفريق سامى عنان، وممثلى 13 حزبا سياسيا، أمس الأول، ردود فعل غاضبة بين أوساط السياسيين والناشطين، خاصة حول ما تضمنه البيان الذى وقعه ممثلو الأحزاب. ولم تستثن حالة الغضب التى تفجرت عقب الاجتماع، حتى الأحزاب الموقعة على البيان، حيث تطورت الأوضاع إلى ما يشبه «ثورة داخلية»، داخل أروقة تلك الأحزاب لتظهر بوادر انقسامات يقودها الشباب فى أحزابهم،اعتراضا على بعض مواد البيان فى اشارة إلى أن مضمونه جاء مفيدا عما توصل إليه النقاش بين المجتمعين.
وفيما استمر غموض موقف الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، الذى لم يوقع على البيان رغم مشاركته فى الاجتماع، أعلن عضو المكتب السياسى لحزب العدل، مصطفى النجار، سحب توقيعه بعد اعتراض أعضاء الحزب، كما أكدت الجمعية الوطنية للتغيير رفضها البيان.
يأتى هذا فى وقت سادت فيه حالة من الجدل بين النشطاء والقوى السياسية المختلفة بشأن تفسير موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، ففى الوقت الذى اعتبر فيه البعض أن البيان أشار إلى اختيار الجمعية التأسيسية فى بداية إبريل، والانتهاء من صياغة الدستور والاستفتاء عليه خلال 6 أشهر، تجرى بعدها الانتخابات الرئاسية، اعتبر آخرون أن تشكيل الجمعية التأسيسية يستغرق 6 أشهر وهو ما يؤدى إلى تأخر الانتخابات الرئاسية لمنتصف 2013.
وشن سياسيون ونشطاء هجوما حادا على الأحزاب التى اجتمعت برئيس الأركان، عبر موقعى التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر»، ودعوا إلى مقاطعة هذه الأحزاب واتهموها ب «الخيانة»، كما انتقدوا البيان.
المفكر والناشط السياسى عمرو حمزاوى قال: «أرفض البيان وأدعو للاستجابة لمطلب الغزل السياسى للوطنى المنحل وإنهاء الطوارئ وجدول زمنى لنقل السلطة لرئيس منتخب بعد انتخاب البرلمان»، مضيفا «البيان الذى صدر عن الاجتماع يتضمن فقط استجابة لمطلب تغيير المادة الخامسة والمطالب الأخرى تمت الإشارة لها بصيغة غير مقنعة على الإطلاق».
وكذلك انتقد عدد من ممثلى الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية نتائج الاجتماع، ومن بينهم محمد حبيب، وكيل مؤسسى حزب النهضة، والذى قال إن عدم دعوة باقى الأحزاب «سلبية كبيرة تطال الاجتماع»، مشيرا إلى أن الفترة التى حددها المجلس العسكرى لنقل السلطة «كان من الممكن أن يتم اختصارها فى ثلاثة أشهر لولا المماطلة».
وقال المرشح المحتمل فى الانتخابات الرئاسية عبدالمنعم أبوالفتوح: «أسلوب المجلس العسكرى فى التعامل مع طلبات القوى الوطنية سيؤدى حتما إلى مواصلة التصعيد ويدخل البلد فى دائرة مفرغة»، مضيفا: «البيان لا يلبى الحد الأدنى من طموح جماهير الثورة المصرية، ويكسر حالة التوحد حول مطالبها».
فيما وصف منافسه المحتمل حازم صلاح أبوإسماعيل توقيع الأحزاب على البنود الثمانية خلال اجتماعهم بالمجلس العسكرى أمس الأول بأنه «مكائد تحاكُ للشعب المصرى بليل، والتفاف جديد على إرادة الشعب المصرى وثورته».
وقال أبوإسماعيل فى بيان أصدره، أمس: نحن نرفض ونستنكر بنود وثيقة الاجتماع وندعو كل من وقَّع عليها أن يلتفت لإرادة الشعب التى هى فوق إرادة الجميع.
