تواصلت أمس ردود الفعل, إزاء نتائج اجتماع الأحزاب مع الفريق سامي عنان رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة السبت الماضي. من جانبه قام الدكتور محمد أبو الغار مؤسس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي, صباح أمس الإثنين, بتسليم المجلس العسكري, بيانا من الهيئة العليا للحزب, أبدي فيها الأخير تحفظه علي إقحام فقرة التأييد الكامل للمجلس علي البيان الصادر عن اجتماع الأحزاب مع الفريق عنان, إضافة إلي اعتراضه علي صياغات وتفاصيل عدد من نقاط البيان التي لم تنقل بدقة ما دار في الاجتماع الذي غادره أبو الغار قبل انتهائه لظروف خاصة. وعلي الرغم من هذه التحفظات, وقع أبو الغار- خلال لقائه ممثلا عن المجلس أمس- علي البيان الصادر من اجتماع الأحزاب مع الفريق عنان, لكنه ذيل توقيعه بعبارة أثق في القوات المسلحة ومن الممكن أن أوافق أو أعترض علي قرارات المجلس العسكري. وقال أبو الغار في تصريحات ل الأهرام إن المجلس أكد التزامه بما تعهد به خلال إجتماعه مع الأحزاب, بإصدار قرار بشأن إنهاء حالة الطوارئ باستثناء4 حالات من بينها البلطجة والإرهاب والسلاح, وعدم إحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية, مشيرا إلي أن ممثل المجلس أوضح له أن عبارة دراسة إنهاء الطوارئ التي وردت في البيان وأثارت حالة من الجدل, جاءت عفوية ولم يكن المقصود منها التسويف, ولكن إصدار مثل هذا المرسوم يحتاج إلي إجراء دراسة قانونية قد تستغرق نحو أسبوع. ومن ناحية أخري وصف حزب المصريين الأحرار, النتائج التوافقية التي توصل لها ممثلو الأحزاب مع الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب ونائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, بأنها خطوة إيجابية تمثل بداية لانفراجة العقدة السياسية التي سادت مصر في الأشهر الماضية, من شأنها دعم انتقال سلمي وآمن لمرحلة التحول الديموقراطي لمصر الثورة, مشيرا إلي أن التوافق الحزبي والمجتمعي في الفترة الانتقالية الحالية, يعد أهم ركائز البناء وضمان استكمال مسيرة الثورة. وأكد الحزب التزامه بمتابعة تنفيذ وتفعيل تفاصيل ما تم الإتفاق عليه للوصول بمصر لبر الأمان, داعيا علي لسان الدكتور أحمد سعيد عضو مجلسه, المجلس العسكري, إلي سرعة تنفيذ ما تم الإتفاق عليه من خطوات إصلاحية وتنفيذية. بدورها أعلنت الجمعية الوطنية للتغيير, عن رفضها الكامل لاتفاق الأحزاب مع الفريق سامي عنان رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, ورأي بيان للجمعية أن هذا الإتفاق يقفز علي المطالب الحقيقية للشعب المصري. وشن هجوما حادا علي الأحزاب التي شاركت في اجتماع الأحزاب مع الفريق عنان, مشيرة إلي أن المطالب, اللازمة لكفالة ظروف انتقال سلمي للسلطة, كانت غائبة في الاجتماع المذكور, وحل محلها تهافت بعض القوي والأحزاب لاقتناص بعض المكاسب المحدودة, التي تخدم أغراضها الذاتية, علي حساب المصلحة العامة, مقابل إعلان الولاء الكامل للمجلس العسكري الأعلي, والإشادة بجميع إجراءاته في الفترة الماضية, مضيفا لقد ارتضت الأحزاب والقوي المشاركة في الاجتماع المذكور, أن تتنازل عن حق الشعب والثورة, في الحصول علي ضمانات فعالة لمسيرة الانتقال الديمقراطي, والتي يفترض أن تؤسس لانطلاقة مصر علي مدارج التقدم والحرية, وقبلت فتاتا لا يشبع, ووعودا لا تقنع, وهو ما أدي, وسيؤدي, إلي تأثيرات سلبية علي مسار العمل الوطني, وسيخلق انفجارات وتوابع زلزالية داخل هذه الأحزاب والقوي ذاتها.