روح الفلسطيني الثائرة، برغم ما يحيطها من معاناة وقسوة، فإنها تجسدت في عمل فني راق في فكرته بالرغم من تواضع الإمكانات، هو فيلم "الفتح الأعظم". جسد هذا العمل، الذي طرح على شكل فيديو يتم تداوله على نطاق واسع، حتمية التحرير، وهو ما أوحى لمشاهديه بقرب الخلاص، حيث يستحضر القائمون عليه الآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم). فكرة "الفتح الأعظم" كانت في بادئ الأمر مجرد عمل كرتوني يجد مساحة من البث على شبكة الإنترنت، لكن أحد العاملين عليه اقترح فكرة أن يتم تصويره تصويرا حيًّا وتمثيليا حتى تصل الفكرة إلى أكبر عدد من المشاهدين. وقال أحد مخرجي العمل إن "الفتح الأعظم" قد خرج إلى النور بالرغم من ضعف الإمكانات بجهود كبيرة تراوحت ما بين كتابه السيناريو والإشراف، وصولا إلى الإخراج، كما تم الاستعانة بعدد من أبناء غزة لتجسيد الشخصيات الدرامية. يأتي هذا العمل كرد طبيعي وحضاري على قيام مجموعة من الصهاينة بإنتاج فيلم تحريضي يدعو لقصف المسجد الأقصى وإزالته من الوجود. ويقول محمد العمريطى، وهو أحد منفذي هذا العمل بأنه يعد بمثابة رد من أبناء غزة على ما حدث لها ولأهلها في الحرب الأخيرة. ويتابع: "قمنا برفع الدعاية على شبكة الإنترنت، وعند مشاهدتها سيعرف الجميع شيئا من مضمون الفيلم كونه يعرض رسالة مقاومة مبتكرة". "الفتح الأعظم"، تروي أحداثه قصة بطولية لعدد من المجاهدين الذين يسعون لتحقيق حلم تحرير الوطن بأكمله ويجتهدون من أجل ذلك، نشئوا على حب هذا الحلم وعملوا من أجل تحقيقه، يبلغون بجهادهم داخل فلسطينالمحتلة عام ثمانية وأربعين، ويدخلون تل الربيع (تل أبيب)، ويقومون بقصف البنك المركزي لإسرائيل وكنيس الخراب، ويستهدفون أهدافا أخرى يحتويها الفيلم، مثل مراكز الجيش، ويرفعون الأعلام الفلسطينية في شوارعها، ويرفعون كذلك الأذان من فوق أبراج تل الربيع، ويأسرون جنودا صهاينة، غير ذلك يقومون بقراءة نشرة الأخبار من داخل استوديو القناة الإسرائيلية الثانية المعروفة باسم قناة الجيش. ويقوم هؤلاء المجاهدون بعمليات عدة ومتطورة في الداخل الفلسطيني يطردون خلالها المحتلين ويحررون فلسطين ويرفعون الأعلام في كل شوارعها بعد قيامهم بمسح مؤسسات صهيونية حساسة عن الخارطة، ويتم الفتح الأعظم.