تنسيق الجامعات 2024.. تعرف على أقسام تمريض حلوان لطلاب الثانوية    البابا تواضروس يتحدث في عظته الأسبوعية عن مؤهلات الخدمة    متحدث الري: إنشاء مركزا للتنبؤ بالفيضان في جنوب السودان بدعم مصري كامل    نشأت الديهي: هناك انفراجة في أزمة انقطاع الكهرباء    بوليفيا.. الرئيس السابق يحذّر من قيام الجيش بانقلاب عسكري على رئيس البلاد    يورو 2024.. مدرب رومانيا مستاء من اتهامات التلاعب أمام سلوفاكيا    يورو 2024| تركيا يفوز بصعوبة على التشيك المنقوص في الوقت القاتل.. ويتأهل لدور ال16    السيطرة على حريق نشب داخل ورشة أخشاب في بولاق الدكرور    بينهم طفل وشاب سعودي.. مصرع 3 أشخاص غرقا في مطروح والساحل الشمالي    «30 يونيو.. ثورة بناء وطن».. ندوة في قصر ثقافة قنا للاحتفال بثورة 30 يونيو    محافظ بني سويف يكلف التأمين الصحي بتوجيه فريق طبي لفحص سيدة من ذوي الهمم    مصدر يكشف ليلا كورة.. تفاصيل جديدة في مفاوضات الأهلي لضم مدافع قطر    مسئول أمريكى يؤكد بأن الجميع لا يريد حربا بين إسرائيل وحزب الله    بالأسماء.. مصرع وإصابة 9 أشخاص إثر اصطدام سيارتين بالطريق الزراعى بالبحيرة    نقابة الصحفيين تتقدم بطلبات للنائب العام حول أوضاع الصحفيين في الحبس    الخارجية الهولندية تستدعي السفير الإسرائيلي بسبب اتهامات بالتجسس على الجنائية الدولية    على أنغام أغنية "ستو أنا".. أحمد سعد يحتفل مع نيكول سابا بعيد ميلادها رفقة زوجها    "يا دمعي"، أغنية جديدة ل رامي جمال بتصميم كليب مختلف (فيديو)    هل يجوز الاستدانة من أجل الترف؟.. أمين الفتوى يجيب    حكم استرداد تكاليف الخطوبة عند فسخها.. أمين الفتوى يوضح بالفيديو    سماجة وثقل دم.. خالد الجندي يعلق على برامج المقالب - فيديو    بالفيديو.. أمين الفتوى: العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة عليها أجر وثواب    تفاصيل عرض برشلونة لخطف جوهرة الدوري الإسباني    في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات- هل الأدوية النفسية تسبب الإدمان؟    القوات المسلحة تنظم مؤتمراً طبياً بعنوان "اليوم العلمى للجينوم "    أزمة جديدة تواجه شيرين عبد الوهاب بعد تسريب 'كل الحاجات'    حزب المؤتمر: ثورة 30 يونيو نقطة انطلاق لمستقبل أفضل لمصر    مجلة الجيش الإسرائيلي تروج مزاعم عن نية مصر امتلاك سلاح نووي    لاعبا "شباب الفيوم" يشاركان في البطولة الأفريقية البارالمبية للدراجات    ثلاثي مصري في نهائي فردي الناشئات ببطولة العالم للخماسي الحديث بالإسكندرية    لماذا يقلق الغرب من شراكة روسيا مع كوريا الشمالية؟ أستاذ أمن قومي يوضح    بشرى لطلاب الثانوية العامة.. مكتبة مصر العامة ببنها تفتح أبوابها خلال انقطاع الكهرباء (تفاصيل)    مساعد وزير البيئة: حجم المخلفات المنزلية يبلغ نحو 25 مليون طن سنويا    كيف يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الرحلات الجوية؟.. عطَّل آلاف الطائرات    نجاح كبير للشركة المتحدة فى الدراما.. 125 عملا بمشاركة 12 ألف فنان و23 ألف عامل "فيديو"    بتكلفة 250 مليون جنيه.. رئيس جامعة القاهرة يفتتح تطوير مستشفي أبو الريش المنيرة ضمن مشروع تطوير قصر العيني    بدء اجتماع «سياحة النواب» لمناقشة أزمة الحجاج المصريين    كيف يؤدي المريض الصلاة؟    المشدد 5 سنوات لمتهم بجريمة بشعة في الخصوص    إسلام جمال يرزق بمولود.. اعرف اسمه    الأم لم تلقِ ابنها في المياه بسبب طليقها.. «أمن الجيزة» يكشف حقيقة واقعة العثور على جثمان ب«نيل الوراق»    أخبار الأهلي: الأهلي يراقب.. اجتماع بين مسؤولي فيفا وريال مدريد بسبب كأس العالم للأندية 2025    الكشف على 2450 مواطنًا وتقديم الخدمات مجانًا بقافلة القومى للبحوث فى أطفيح    «التمريض»: «محمود» تترأس اجتماع لجنة التدريب بالبورد العربي (تفاصيل)    تسليم 1155 جهازًا تعويضيًا وسماعة طبية لذوي الهمم بكفر الشيخ    شديد الحرارة رطب نهارًا.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس غدا الخميس    «موسم تتويج الزمالك».. ماجد سامي يكشف واقعة مثيرة في مؤجلات الأهلي    محافظ كفر الشيخ يوافق على تخصيص قطعة أرض لإقامة مصنع لتدوير المواد الصلبة    هل يجوز الرجوع بعد الطلاق الثالث دون محلل؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    «ابعدوا عن المراجعة».. خبير تربوي ينصح طلاب الثانوية العامة لتجنب التوتر    ميناء دمياط يستقبل سفينة وعلى متنها 2269 طن قمح    الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات في بلاده ب"الخيانة" ويأمر الجيش بالانتشار لوقف مظاهرات    ظاهرة النينو.. أسباب ارتفاع درجات الحرارة وموعد انتهاء الموجة الحارة    وزيرة التخطيط تبحث فرص التعاون والاستثمار مع 50 شركة بريطانية    النقل تعلن وصول 16 عربة ثالثة مكيفة جديدة و4 ماكينات لصيانة السكة لميناء الإسكندرية    بدء جلسة البرلمان بمناقشة تعديل قانون المرافعات المدنية والتجارية    ضربة جديدة لحكومة نتنياهو.. مئات الجنود يرفضون الخدمة العسكرية في غزة    تردد قنوات الأطفال 2024.. اعرف آخر تحديث وكيفية ضبطها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنه عالم كلاب وقطط‏!‏

ولأنني أصبت في آخر الزمان الذي نعيشه تعبا وألما ووجعا ومعاناة‏..‏ بداء غريب لا يصيب إلا أمثالي من الذين يحبكونها حبتين ويريدون الدنيا شمعة مضيئة‏..‏ لا كلوبا مطفيا في حارة عتماء‏. اسمه داء القرف والزهق والطهقان‏..‏ وأعراضه أن يصبح الواحد منا مضروبا علي قلبه‏..‏ لأن من لم يتعبوا في جمع القرش‏..‏ أصبحوا يصرفون في بلد يعيش فيه أكثر من‏32%‏ من سكانه تحت خط الفقر‏..‏ نحو أربعة مليارات جنيه أكرر لمن لم يسمع ومن لم يقرأ جيدا 4‏ آلاف مليون جنيه‏..‏ علي صنف الكلاب والقطط‏..‏ لكي تعيش منعمة مرفهة تأكل أكلا مستوردا بالطائرات من بلاد الغرب والكرب‏..‏ وتنام علي سندس أخضر‏..‏ وتلبس حريرا وملابس آخر موضة من الماركات العالمية‏,‏ بل أحذية من باريس مع لزوم الشياكة من بارفانات قططية وروائح كلابية من سان لوران‏..‏ ونحن الذين شقينا العمر كله وعندما تزوجنا وفي ليلة زفافنا الميمون أنعموا علينا بكلولونيا ثلاث خمسات من باب الفشخرة ليس إلا‏!‏
وأصبحت الكلاب والقطط الذواتي تذهب للكوافير الخاص بها مرة في الأسبوع‏..‏ بل إنني اكتشفت أن لدينا في عاصمة الخمسة وعشرين مليونا‏,‏ نأكل مائة مليون رغيف صباحي طبيبا نفسيا في ميدان الكربة في مصر الجديدة‏..‏ عندما يتكدر مزاج بوبي بيه أو تغضب وتتقمص بوسي هانم‏..‏ والفوزيته عند السيكولوجي الإيطالي الجنسية‏200‏ جنيه عدا ونقدا‏..‏ وبالحجز وبالطوابير حتي ما بعد منتصف الليل‏..‏ واللي اختشوا ماتوا‏!‏
‏...............‏
ولأنني قرفان وزهقان ومضروب علي قلبه بعد إصابتي بالفيروس إياه‏..‏ وأنا أشاهد طوابير الشباب الغلابة وقوفا في عز الزحام علي باب وظيفة ممرض‏..‏ ولما سألت نفرا منهم اكتشفت أنهم يحملون شهادة معتمدة من الدولة الذكية بأنهم دكاترة معهم بكالوريوس طب‏..‏ يا دين النبي‏..!‏
ولأنني قرفان وزهقان وحالتي حال‏..‏ وأنا أشاهد زحاما آخر لشباب في عمر الزهور في شارع البحر الأعظم أمام مركز الإسعاف الطائر‏..‏ وثلاثة أرباعهم من حملة الليسانسات والبكالوريوسات يتسابقون للفوز بوظيفة سائق عربة إسعاف‏..‏ أو حتيعزت السعدني مسعف وهو ذلك الرجل الذي يحمل كرسي الإسعاف حتي الدور العاشر لإحضار مريض في آخر الرمق طلب سيارة إسعاف تنقله علي عجل إلي أقرب مستشفي‏!‏
أقول لأنني قرفان وزهقان وبوزي شبرين من حالات التحرش الجماعي لبنات بلدنا من أمثال سناء طالبة الآداب في شارع جامعة الدول العربية‏..‏ ذلك القطيع البشري الذي سقط علينا من الدويقة وحوش بردق وساقية مكي وعزبة القرود‏..‏ ولا أحد يلمهم أو حتي يلملم آمالهم وآلامهم‏!‏
ولأنني قرفان وزهقان وغلب غلبي من هذا السعار الذي أصاب كل شيء ورفع سعر كل شيء‏..‏ وبلاش نكشف أوراقنا ونكتب قائمة بأسعار هذه الأيام‏..‏ وخللي التجار والكسيبة ينهبونا ويجوعونا أكثر مما جعنا واتعرينا‏..‏ والتعبير ليس لي ولكن لأم تعمل وتعول خمسة أبناء كلهم في المدارس والجامعات‏!‏
كل هذا يجري أمام كل الأعين وتحت سمع وأبصار السادة المسئولين العظام الذين يعيشون في قماقم مكيفة ثابتة ومتحركة‏..‏ ما بين عربة ومكتب ودار‏..‏ ولا حياة لمن تنادي‏..‏
في الوقت الذي تذهب فيه قطط بلادي للكوافيرات‏..‏ ويبيت السعيد بوبي في فندق خمس نجوم خاص بالكلاب الأثرياء‏..‏ والليلة بالترويقة علي رأي اخوانا اللبنانيين لا تقل عن مائة وخمسين جنيها غير الخدمة وضريبة المبيعات‏!‏
‏.................‏
ولأنني علي هذه الحالة من القرف والزهق وانفلات الأعصاب‏..‏ فقد أرسلت الزميلة الصحفية هبة عبدالخالق إلي تجمع القطط والكلاب الراقية‏..‏ لكي تري وتشاهد وتسمع وتسجل ماذا يجري في هذا العالم الغريب العجيب الذي لو عرف به أو سمع عنه فقراء بلدنا من المطحونين الشقيانين دنيا وآخرة لقاموا بحملة في كل القري والنجوع بالهراوات والطوب وسم الفئران لإبادة صنف القطط والكلاب من علي وجه الأرض كلها‏!‏
ولقد اخترت هذه الصحفية بالذات‏..‏ لأنها من شريحة من لديهم قطط وكلاب تذهب إلي الدكاترة والكوافيرات وتلبس من عند بيير كاردان‏!‏
‏......................‏
ذهبت معها لاتفرج‏..‏
نحن الآن داخل محل كوافير بوسي‏..‏ وهو مخصص للقطط والكلاب بتاع الناس إياها‏..‏ صاحب المحل اشترط ألا أذكر اسمه ولا اسم المحل حتي يتكلم‏..‏
سألته‏:‏ يا عمنا هل يأتي إليك نفر من المصريين إياهم؟
قال‏:‏ كثيرون وكل يوم‏.‏
قلت‏:‏ بيعملوا عندك إيه؟
قال‏:‏ للاعتناء بشعر وأظافر القطط والكلاب الخاصة بهم‏..‏ وللاستحمام والسيشوار وقص الشعر والأظافر وتلوينها علي أحدث موضة‏,‏ وكثير منهم لهم مواعيد منتظمة أسبوعيا حتي تصبح كلابهم وقططهم علي أحدث موضة‏!‏
أسأله بدهشة‏:‏ الموضة للكلاب والقطط؟
قال‏:‏ أيوه في قصة الشعر والفورمة وقص الأظافر وشكلها وتلوينها‏..‏ كل ده له موضة تتغير كل موسم زي موضة البني آدميين تمايد‏!‏
وبصراحة كده‏..‏ أصحاب الكلاب والقطط من النوعيات الراقية وبيدفعوا اللي نطلبه‏!‏
أتركه لزبائنه وأنا أري أمامي طابورا ممن ملابسهم‏..‏ منكوشة شعورهم‏..‏ متسخة وجوههم يملأون الطرقات وإشارات المرور‏!‏
‏................‏
وعبر شبكة الإنترنت اكتشفت عالما غريبا‏..‏ وعرفت أن معظم الدول العربية أصبحت تعيش الظاهرة نفسها وربما أكثر‏..!‏
واكتشفت عالما غريبا عجيبا‏..‏ اكتشفت أن للقطط والكلاب أندية خاصة بها‏..‏ وعيادات ومستشفيات بل وفنادق أيضا‏..‏
والعيادات تتراوح أسعار الكشف بها من خمسين جنيها إلي مائة وخمسين جنيها‏..‏ بخلاف ثمن التطعيمات والعلاج طبعا‏..‏
أما الزيارات المنزلية التي يفضلها البعض حرصا علي سلامة بوبي وبوسي كات فهي ضعف ثمن الكشف‏,‏ أي تصل إلي نحو ثلاثمائة جنيه في الزيارة الواحدة‏!‏
وبرغم أن هناك مستشفي عاما للحيوانات بوسط البلد هو مستشفي الشعب‏,‏ فإن أصحاب هذه القطط والكلاب الذواتي يفضلون الذهاب للعيادات الخاصة ولا يذهبون إلي شفخانات الحكومة‏,‏ برغم أنه توجد وحدة بيطرية بإمبابة‏,‏ وهناك أيضا المستشفي البيطري المصري‏,‏ وكان في السابق مستشفي إنجليزيا‏!‏
أكثر من هذا‏,‏ فقد دخلت القطط والكلاب في بلدنا إلي عالم التجميل‏!‏
بل إنه في بعض المستشفيات الخاصة والعيادات هناك عمليات تجميل تجري للقطط والكلاب لتحسين شكل الأنف‏,‏ أو تقصير الأذن أو الذيل‏,‏ وتتكلف هذه العمليات آلاف الجنيهات وما تسألوش ليه لأن مفيش عندي إجابة‏..‏ الإجابة أكيد عند أصحاب هذه القطط وهذه الكلاب المدللة‏!‏
ومع انتشار هذا الهوس الجنوني لدي البعض‏..‏ امتلأت مواقع الإنترنت والمجلات والمحال الكبري بإعلانات عجيبة وغريبة مثل هذا الإعلان الذي يقول بالحرف الواحد‏:‏
‏**‏ نقدم كل شيء في عالم الكلاب ودنيا القطط نقدم أقوي السلالات المستوردة ونشحنها لكم أينما كنتم في مصر أو خارجها‏.‏
‏**‏ نقدم جميع الخدمات الطبية الخاصة‏:‏ كشف طبي علاج تأمين صحي مستلزمات قطط وكلاب جميع تدريبات السلوكيات القويمة خدمات كاملة لشحن القطط والكلاب برا وبحرا وجوا‏.‏
‏**‏ نقدم كل ما يسعد تلك المخلوقات ويبهجها وكل الخدمات المتطورة‏.‏
‏**‏ مركزنا كائن بين ربوع جنة بين مسطحات النجيل وغابات النخيل‏,‏ وبين القصور والمنتجعات وحقول الورد وأشجار الفل‏.‏
‏**‏ نقدم تصميمات عصرية رائعة من بيوت الكلاب والقطط الثابتة والمتحركة‏,‏ كما نقدم كل مستلزماتها وكل ملابسها وكل أدويتها وأغذيتها‏.‏
هذا هو نص الإعلان الكلابي القططي‏..‏ ما رأيكم دام فضلكم؟
وعندما سألت عن فنادق القطط والكلاب؟
قيل لي إن بها كل وسائل الراحة والترفيه للحيوانات وغرف فندقية وطعام فاخر وكل الوجبات‏..‏ طعاما مستوردا‏..‏ ومتخصصين للتعامل معها‏..‏ وسعر الغرفة في الليلة مائة وخمسون جنيها حسب نوع الطعام والخدمات المقدمة‏.‏
وبالبحث وجدت عددا من الجمعيات والمنظمات الخاصة بالحيوانات في مصر ومنها‏:‏
الجمعية المصرية لحماية حقوق الحيوان‏,‏ ويقول المسئولون بها‏:‏ إن شعارهم هو إنقاذ حياة الحيوانات ومنع القسوة كليا عنها في مصر‏,‏ وإنقاذ الكلاب والقطط المعذبة الجائعة وعلاجها ورعايتها ويعتمدون علي التبرعات‏,‏ ومقرهم بالزمالك‏.‏
كما أن هناك أيضا جمعية أصدقاء الحيوان بمصر التي قامت بإنشاء ملجأ لإيواء أيتام القطط والكلاب‏..‏
ويقول المسئولون بها إن نزلاء الملجأ من القطط والكلاب الصغيرة التي تصاب في حوادث أو يعثر عليها المواطنون بالشارع يتم تقديم رعاية طبية لهذه الحيوانات وأماكن للإقامة‏.‏
ويا عيني علي البشر تحت الكباري وفي السكك والحواري‏!‏
‏.................‏
قد يسأل خبيث أو خبيثة‏:‏
ماهي أسعار شراء هذه القطط الراقية؟
والجواب‏:‏ يجب أن تعلموا أن الكلاب الجيدة تبدأ أسعارهات من ألف جنيه وحتي خمسين ألفا للكلب الواحد‏!‏
والقطط تبدأ النوعيات النقية من ثلاثمائة إلي أكثر من خمسة آلاف من الجنيهات‏.‏
هذا ما ذكره لي أحد مستوردي هذه النوعيات وصاحب أحد مراكز البيع‏!‏
‏.............‏
ولكن‏..‏ ماذا يجري داخل العيادات والمستشفيات والفنادق الخاصة بالكلاب والقطط إياها‏..‏ عند الناس إياها‏..‏
ولكن ذلك حديث آخر‏.‏ ليس هذا وقته وليس هذا أوانه‏!{‏
لا وألف لا
‏!!{{‏ مهما تكن المرارة التي تحس بها في قرارة نفسك‏..‏ ومهما تكن المهانة التي تغمر حناياك‏..‏ وكأنك تتحرر من الإجابة علي السؤال الذي جاء في امتحان طلبة شعبة الإعلام في كلية الآداب جامعة الإسكندرية عن الفرق بين جيل القاهرة كما هو في فيلم القاهرة‏30‏ لنجيب محفوظ‏,‏ الذي قام ببطولته القدير حمدي أحمد وسعاد حسني وأحمد مظهر وشفيق نور الدين وأحمد توفيق‏,‏ الذي تتلخص أحداثه في الأزمة التي حدثت بمصر في تلك الفترة‏,‏ التي ترتب عليها وقف تعيين الخريجين من المدارس والجامعات في الوظائف الحكومية‏,‏ مثلما يحدث الآن‏..‏ وظل حمدي أحمد يبحث عن وظيفة‏,‏ إلي أن وجدها له بلدياته أحمد توفيق‏,‏ وكانت الوظيفة مرتبطة بزواج المرشح لها من سعاد حسني‏,‏ عشيقة وكيل وزارة المعارف‏,‏ علي أن يترك له السكن كل يوم سبت ليخلو إلي عشيقته‏.‏
وقبل حمدي احمد هذه الوظيفة لحاجته الي المرتب‏!‏
هذا هو ملخص الفيلم أذكره لمن لم يشاهده أو يقرأ تحقيقك ليجيب قراؤك علي السؤال المطروح عليهم عن الفرق بين الجيل الحالي وبين جيل القاهرة‏30‏
ولكنهم ليسوا مثلهم أو امتدادا لهم في السلوك والأخلاق‏,‏ وكأنهم نسوا ما كتبته الجرائد عن جمعية تبادل الزوجات بحجة كسر الملل وتغيير الروتين المنزلي‏.‏
وعفوا سيدي الفاضل‏..‏ فأنت كنت أشد إيلاما لنا حينما كتبت عن الأقارب عقارب‏..‏ الذي يتضمن زنا المحارم ويخص أحقر وأبشع ما يصدر عن إنسان يحاول أن يغتصب ابنته فلذة كبده‏..‏ زنا الآباء ببناتهم‏!‏
ولكن يا سيدي لا وألف لا‏..‏ فنحن المصريون نري مصر كنانة الله في أرضه‏,‏ ألم تكتب أنت العام الماضي‏2009‏ عن أن مصر هي أول دولة في هذا العالم عرفت أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له‏..‏ وأن أول رسول أرسله الله سبحانه وتعالي إلي قوم في الكرة الأرضية كان إلي قوم مصر‏,‏ وكان الرسول هو سيدنا ادريس عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام‏,‏ الذي ولد في جنوب مصر وأرسله الله سبحانه وتعالي إلي قومه في مصر؟
هل كان ذلك لأن شعب مصر أسس حضارة مازال العالم منبهرا بها برغم مرور آلاف السنين عليها‏..‏ أم هل لأنها اكتشفت علوما لم يتوصل إلي معرفتها علماء اليوم رغم أنهم وضعوا أرجلهم علي سطح القمر؟
لا هذا ولا ذاك‏..‏ لأن ذلك كان في علم الله سبحانه وتعالي‏..‏ ولعل هذا يفسر لنا لماذا أوصي رسول الله صلي الله عليه وسلم صحابته بشعب مصر‏..‏ فقال صلي الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوي :‏ إنكم ستفتحون مصر فإذا فتحتموها فأحسنوا إلي أهلها‏,‏ فإن لهم ذمة ورحما‏..‏ أو قال فإن لهم ذمة وصهرا‏..‏ وهكذا فإن شعب مصر هو الشعب الذي أوصي رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ بمعاملته بالحسني واللين وليس بالسيف والقتل‏!.‏
ولما جاء جيش عمرو بن العاص لفتح مصر وكانت تحت حكم الرومان الذين عاملوا المصريين بغلظة وقسوة مما جعل المصريون يسهلون لجيش المسلمين فتح مصر‏,‏ حتي تم فتح مصر وعاش المصريون مع المسلمين تحت راية العدل والإحسان بعد مقولة ابن الخطاب لعمرو بن العاص قائد جيش المسلمين‏:‏ متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟‏.‏
يقول بعض الغربيين إن المصريون أسلموا خوفا من القتل والذبح بحد السيف‏..‏ وهذا محض افتراء فالثابت تاريخيا أن المصريين لم يسلموا جماعات‏,‏ ولكنهم أسلموا فرادي علي مدي سبعة قرون حتي تمكن من غالبيتهم بعد طول مقارنة وإعمال العقل بالتفكير كما حدث في جنوب وجنوب شرق آسيا‏,‏ وكما يحدث الآن في أمريكا وأوروبا والدليل علي ذلك مشاركة قبط مصر في صد الصليبيين عندما هاجموا مصر وشاركوا في أسر ملكهم في المنصورة‏,‏ كما شاركوا في حرب الصليبيين في الشام عندما طردهم المصريون من القدس الشريف‏,‏ وقد أثبت ذلك عاشق السينما الراحل يوسف شاهين عندما عرض في فيلمه الناصر صلاح الدين أن قائدا من قواد جيش صلاح الدين كان مسيحيا هو عيسي العوام‏!‏
وعندما جاءت هجمة التتار الشرسة حتي وصلت إلي مشارف الشام تصدي لها المصريون ومزقوهم شر ممزق وردوهم علي أعقابهم يجرون أذيال الخيبة والانكسار ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك‏..‏ ثم أن المصريين هم الذين حفظوا الإسلام كما هو بتعاليمه وعقيدته وروحه ومفاهيمه التي أرادها الله لعباده قرآنا هو كلام الله وسنة رسوله هي أقوال وأفعال رسول الله دصلي الله عليه وسلم‏,‏ حفظ ذلك بوجود الأزهر الشريف الذي لم يكن مجرد مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم‏..‏ ولم يكن مجرد مكتبة تضم مؤلفات كبار الصحابة والأئمة ولكنه كان منارة تشع بنور الإسلام الصحيح‏.‏
ولم ينس المصريون أن السيدة مريم أم المسيح سيدنا عيسي بن مريم عندما أرادت الأمان لوليدها خوفا من بطش اليهود‏..‏ لجأت إلي مصر الأمن والأمان‏.‏
‏{‏ تاج الدين مسعود
موجه أول بمنطقة قنا الأزهرية سابقا

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.