أعلن العديد من العراقيين، اليوم الأربعاء، بعد انتهاء العمليات القتالية الأمريكية، أنهم ينتظرون مساعدة أمريكا في حل الأزمة السياسية الراهنة، وقالوا إن الرئيس باراك أوباما "يرغم الديمقراطية العراقية على الوقوف على قدميها، قبل أن تقوى ساقاها على حملها ويتخلى عن العراقيين، وهم ما زالوا في حالة حرب". وقال أوباما، في خطاب أمس الثلاثاء، إن "الوقت حان لطي الصفحة" في العراق، معلنا أن شعب العراق يتحمل الآن المسؤولية الأساسية عن أمنه ومستقبله. وكان انتهاء العمليات القتالية الأمريكية، أمس الثلاثاء، قد أثار مخاوف بخصوص احتمال تصاعد أعمال العنف في العراق، حيث قتل العنف الطائفي عشرات الألوف بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. وما زالت التفجيرات تقع يوميا، وزادت الهجمات على قوات الأمن العراقية. ويتزايد الشعور بالإحباط كذلك بسبب الأزمة السياسية بعد مرور ستة أشهر على الانتخابات غير الحاسمة. وقال نافع سامي، وهو عامل يبلغ من العمر 55 عاما: "أوباما مخطئ.. عندما دخلوا العراق في بادئ الأمر كان ذلك على أساس تطوير العراق.. الآن نحن على حافة الهاوية.. لقد تركنا في منتصف الطريق"، وأضاف: "ما زالت هناك بعض المشكلات السياسية التي لم تحل.. إنه لم يحل المشكلة.. الحكومة لم تشكل بعد". وما زالت الخلافات قائمة بين الكتل السياسية الشيعة والسنية والكردية الرئيسية بشأن المناصب والنفوذ، ولم تتمكن من الاتفاق على حكومة ائتلافية. وفاز تحالف متعدد الطوائف يدعمه السنة ويتزعمه إياد علاوي، رئيس الوزراء السابق، بفارق مقعدين على الكتلة الشيعية التي يرأسها نوري المالكي، رئيس الوزراء الحالي، في انتخابات السابع من مارس، لكن لا يملك أي منهما الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة. وقال محمد كاظم (40 عاما)، وهو صاحب متجر يبيع قطع غيار السيارات: "إنه (اوباما) لا يكترث بما سيحدث في العراق.. انسحبوا من البلد وهو لم يستقر بعد.. كيف أمكنهم الانسحاب؟". وانخفض عدد القوات الأمريكية في العراق إلى ما يقل عن 50 ألف جندي، قبل الانسحاب الكامل المقرر في نهاية عام 2011 بموجب الاتفاق الأمني بين البلدين، ويشعر كثير من العراقيين بالقلق بخصوص احتمال ألا تتمكن قوات الأمن العراقية من تحقيق الاستقرار. وتقول الولاياتالمتحدة إنها لا تتخلى عن العراق، بل تغير نوع علاقاتها إلى علاقات دبلوماسية واقتصادية. وستقدم القوات الأمريكية المتبقية المساعدة في تدريب القوات العراقية التي ستقود التصدي للمتمردين السنة والميليشيات الشيعية. فيما قالت أم أحمد (42 عاما)، وهي ربة منزل: "قالوا إنهم انسحبوا، لكنهم ما زالوا يحكموننا.. هم الذين يتخذون القرارات في العراق".