علمت «الشروق» أن مفاوضات مصرية أمريكية مبدئية ستناقش إمكانية تحويل المعونة الأمريكية السنوية إلى مصر إلى صندوق وقف، وهو ما اعتبره مصدر أمريكى رفض ذكر اسمه «خطوة مهمة فى طريق التقارب المصرى الأمريكى». تأتى المفاوضات فى سياق زيارة لمساعد وزير الخارجية الأمريكية للشئون المالية والاقتصادية إلى القاهرة، تلتقى خلالها فايزة أبوالنجا وزير التعاون الدولى مسئولى الملف الاقتصادى بوزارة الخارجية الأمريكية. المصادر المصرية والأمريكية رفضت بنفس الدرجة تحديد الإطار الزمنى المتوقع لإنهاء التفاوض حول الفكرة التى كانت أبوالنجا قد تقدمت بها لتحويل المعونة الأمريكية السنوية إلى مصر خلال السنوات العشر المقبلة إلى وقف، تحصل الحكومة المصرية على ريعه ليتم بعد ذلك إنهاء تقديم المعونة من واشنطن إلى القاهرة. غير أن المصادر أكدت أن هناك جدية على الجانبين للتفاوض ”مكثفا” فى هذا الشأن. وكان الكونجرس الامريكى قد وافق من نحو شهر خلال تبنيه قانون الاعتمادات على الفكرة التى كانت الحكومة المصرية قد طرحتها على الإدارة الأمريكية السابقة مما سيدفع بالإدارة الأمريكية للنظر فى سبل التنفيذ. ويأتى التوجه نحو التفاوض بين مصر وأمريكا على تحويل المعونة الأمريكية لصندوق وقف مع تطوير فى التنسيق الاستراتيجى بين البلدين فى عدد من القضايا المتعلقة بالمنطقة وعلى رأسها التفاوض الفلسطينى الإسرائيلى ومكافحة انتشار التطرف فى المنطقة وهى القضايا محل النقاش فى الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى الذى عقدت آخر جولاته فى ديسمبر فى واشنطن على مستوى مساعدى وزراء الخارجية. وكانت المعونة الأمريكية لمصر قد أثارت جدلا بين واشنطنوالقاهرة خلال العامين الأخيرين من إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش ارتبط بتصريحات من المسئولين الأمريكين لربط جزء من المعونة الأمريكية لمصر بتحسين أداء مصر فى مجال حقوق الإنسان، وربط تسليم قسط من المعونة بتعامل النظام مع معارضين مصريين وإنهاء عمليات التهريب عبر الأنفاق من الأراضى المصرية لقطاع غزة بناء على موقف تبناه الكونجرس الأمريكى. وأعربت القاهرة عن استيائها من هذا الموقف وعلقت تسلمها لقيمة المعونة ثم قررت فتح صفحة جديدة من التعاون مع قدوم الرئيس الأمريكى باراك أوباما للبيت الأبيض. ومنذ توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل تحصل مصر من واشنطن على نحو 1.3 بليون دورلار سنويا معونة اقتصادية ونحو 815 مليون دولار سنويا معونة اقتصادية خضعت لتخفيض تدريجى متفق عليه من الجانبين خلال العقد الماضى.